يُعتبر الفيروس المخلوي التنفسي أحد أكثر الفيروسات انتشارًا خلال مواسم البرد، ويشكل خطرًا واضحًا على الرضع والأطفال دون عمر السنة، لكنه لا يقتصر على هذه الفئة، إذ يمكن للبالغين وكبار السن ومرضى المناعة أن يواجهوا مضاعفات صحية خطيرة عند الإصابة.
ما هو الفيروس المخلوي التنفسي؟
ينتمي الفيروس المخلوي التنفسي إلى مجموعة الفيروسات التي تحتوي على RNA أحادي السلسلة، ما يسمح له بالانتشار طوال العام مع زيادة نشاطه خلال الشتاء.
يصيب هذا الفيروس بطانة الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى التهاب وتورم وزيادة إفراز المخاط، وهو ما يجعل التنفس صعبًا لدى المرضى الصغار أو أصحاب الأمراض المزمنة.
ويُعد سببًا رئيسيًا لالتهاب القصيبات والالتهاب الرئوي عند الأطفال.
الأعراض الشائعة
تبدأ العدوى عادة بانسداد أو سيلان الأنف، يتبعه سعال متفاوت الشدة وارتفاع طفيف في الحرارة، فقدان للشهية، صداع أو شعور عام بالوهن. وفي بعض الحالات، قد تتطور العدوى إلى التهاب الأذن الوسطى.
أما لدى الرضع، فقد تكون الأعراض أقل وضوحًا لكنها أكثر خطورة، مثل صعوبة التنفس أو تسارع النفس، وهي مؤشرات تتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا.
طرق انتقال العدوى
ينتقل الفيروس بسهولة عبر رذاذ السعال أو العطس، وكذلك عند لمس الأسطح الملوثة بإفرازات الجهاز التنفسي.
يمكن للأيدي، الأدوات الشخصية وأدوات الطعام أن تصبح ناقلًا للعدوى، ما يجعل المنازل، الحضانات، ومراكز الرعاية بيئة خصبة لانتشار الفيروس إذا لم تُطبق إجراءات النظافة بدقة.
فترة الحضانة
تتراوح فترة الحضانة بين يومين إلى ثمانية أيام، غالبًا أربعة إلى ستة أيام، حيث يكون الشخص المصاب قادرًا على نقل العدوى قبل ظهور الأعراض، ما يزيد من سرعة التفشي.
طرق الوقاية داخل المنزل وخارجه
تبدأ الوقاية بغسل الأيدي بالماء والصابون لمدة 20 ثانية، والتخلص من المناديل المستخدمة في صناديق مغلقة، مع تهوية الغرف بانتظام.
يجب تنظيف الألعاب، الطاولات، مقابض الأبواب، وأجهزة التحكم بمطهرات مناسبة.
عند ظهور أعراض تنفسية، يُستحسن ارتداء الكمامة والتقليل من الاحتكاك المباشر، خاصة مع الأطفال حديثي الولادة وكبار السن.
خارج المنزل، يُفضل ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة وغسل اليدين أو استخدام معقم كحولي بعد لمس الأسطح العامة.
المرضى المعرضون لمضاعفات العدوى عليهم توخي الحذر الإضافي في الأماكن المغلقة.
حماية الأطفال والرضع
توصي الأطباء بالحد من زيارات الأقارب والأصدقاء للرضيع خلال الأسابيع الأولى، وتجنب تقبيله على الوجه أو اليدين، مع الحفاظ على رطوبة الهواء في غرفته واستخدام الرضاعة الطبيعية إن أمكن لتعزيز المناعة.
يجب استشارة الطبيب فور ظهور أي علامات تنفسية غير طبيعية.
العلاج واللقاحات
غالبًا ما تكون العدوى خفيفة وتتحسن خلال أسبوع إلى أسبوعين مع الراحة، شرب السوائل وخفض الحرارة. الحالات الصعبة تحتاج إلى رعاية طبية متقدمة تشمل العلاج بالأكسجين أو التغذية الخاصة.
المضادات الحيوية تُستخدم فقط عند وجود عدوى بكتيرية مصاحبة، بينما المضادات الفيروسية محصورة للحالات الضعيفة المناعة.
اللقاحات متاحة للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات ويحددها الطبيب وفق العمر والحالة الصحية.
الوعي والإجراءات الوقائية الدقيقة هما المفتاح للحد من انتشار الفيروس المخلوي التنفسي وحماية الأطفال والكبار على حد سواء.













0 تعليق