واصلت دار الإفتاء المصرية، قوافلها الدعوية إلى محافظة شمال سيناء، بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، حيث شملت الفعاليات تقديم مجموعة من الندوات والمحاضرات والدروس الدعوية في مختلف مساجد المحافظة، إضافةً إلى أداء خطبة الجمعة في مساجد الشيخ زويد والجورة ورفح.
وشارك في القافلة من دار الإفتاء كل من الدكتور طاهر فاروق زيد الذي ألقى خطبته في مسجد زاوية أبو عليان بشبانة رفح أمين الفتوى بدار الإفتاء، والشيخ طنطاوي سمير طنطاوي أمين الفتوى بدار الإفتاء الذي ألقى خطبته في مسجد السلام بالحسنة، بالإضافة إلى فضيلة الشيخ مدحت صلاح علي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، الذي ألقى خطبته في مسجد الشهيد مطاوع بالحسنة.
وجاءت الخطبة الأولى تحت عنوان "هلّا شققتَ عن قلبه"، فيما تناولت الخطبة الثانية موضوع "خطورة الرشوة"، في إطار جهود دار الإفتاء لترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية في المجتمع، وتعزيز مبدأ حسن الظن بالآخرين، والابتعاد عن التسرع في الحكم على الناس والظن السيئ بهم.
وأكد أمناء الفتوى في خطبة الخطبة أن تعاليم الإسلام تمثل النور الهادي والحصن الواقي والملاذ الآمن، وأنها تغمر أرواح المؤمنين بالسكينة وتنعش المجتمع بالرحمة. وأوضحوا أن جوهر الدين الإسلامي يدعو المؤمن ليكون ينبوع رحمة وغيث أمان، لا سيف شدّة ولا منبع عدوان، مشددين على أن التشدد والتسرع في الحكم على نوايا الناس مرفوض تمامًا، وأن الحكم على الضمائر لا يجوز إلا لله وحده.
واستشهد الخطباء بالحديث النبوي الشريف الذي يوجه المسلم إلى حسن الظن بالآخرين واحترام الحياة البشرية: «أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا؟ أَمْ لَا؟»، مبينين أن هذه القيم النبوية تؤكد أن التعامل مع الآخرين يجب أن يكون مبنيًا على البصيرة والرحمة، وليس على الظنون والتسرع والانقياد للهوى. كما أشاروا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل دم المؤمن أعظم حرمة عند الله من الكعبة، وأنه أوصى دائمًا بحسن الظن والتسامح، مؤكدين على ضرورة غرس هذه القيم في نفوس الأبناء والمجتمع.
كما سلط أمناء الفتوى في خطبهم الضوء على خطر الرشوة وأثرها المدمر على المجتمع، واصفين إياها بأنها داء عضال يفتك بجوهر الشريعة ويقوّض أسس العدالة والمساواة، مستشهدين بالآية الكريمة: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بِالْبَاطِلِ﴾، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِي»، لتوضيح أن الرشوة تؤدي إلى فساد الذمم، وضياع الحقوق، وزرع الحقد، وتدمير منظومة القيم، مشددين على أن محاربتها واجب اجتماعي وأخلاقي يقع على عاتق كل فرد مسؤول.
وأشار الخطباء إلى أن مواجهة الفساد والرشوة تتطلب التربية على النزاهة والشفافية والمحاسبة، وغرس قيم التقوى والعمل الصالح، وأنه لا يمكن للأمة أن تنهض إذا غابت هذه القيم وفسدت أموال الناس بالباطل. وشددوا على أن المجتمع الصالح هو الذي يحافظ على حقوق الإنسان، وينشر ثقافة الحوار والرحمة وحسن الظن بالآخرين، مستشهدين بتوجيه القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتنبُوا كَثيرًا مِنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾.
تأتي هذه القوافل ضمن جهود دار الإفتاء المستمرة لتعزيز قيم الرحمة والتسامح والعدل والشفافية، ونشر الوعي الديني الصحيح، والحفاظ على كرامة الإنسان وحقوقه، بما يتوافق مع التعاليم السمحة للإسلام، وترسيخ مبدأ المسؤولية المجتمعية في محاربة الظلم والفساد.











0 تعليق