شهدت ولاية كردفان موجة نزوح جديدة بعد تدهور الأوضاع الأمنية في عدد من المناطق الريفية، حيث أفادت المنظمة الدولية للهجرة، بأن نحو 420 شخصًا اضطروا لمغادرة منازلهم في قرية "أم جمط" خلال الفترة من 11 إلى 13 نوفمبر، نتيجة تصاعد التهديدات الأمنية وتفشي أعمال العنف وانعدام الاستقرار.
تحرك النازحين بشكل جماعي
وقالت المنظمة في تقريرها إن النازحين تحرّكوا بشكل جماعي نحو مناطق أكثر أمنًا داخل الولاية، ولجأوا إلى مواقع مختلفة في محليتي غرب بارا وشيكان، وهما من المناطق التي تستقبل أعدادًا متزايدة من الأسر الفارّة من محاور القتال في الإقليم الأوسط والغربي من البلاد.
وأوضحت المنظمة أنّ هذه الحركة الجديدة من النزوح تضع عبئًا إضافيًا على المجتمعات المضيفة التي تعاني أصلًا من ضغوط اقتصادية ومعيشية حادة.
تزايد انعدام الأمن
وأشار تقرير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن السبب الرئيسي للنزوح هو تفاقم انعدام الأمن في القرى الواقعة على أطراف الولاية، حيث شهدت المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة تحركات مسلحة وعمليات تهديد ونهب، ما دفع الأهالي إلى اتخاذ قرار المغادرة حفاظًا على سلامة أسرهم.
وبحسب شهادات ميدانية، فإن سكان "أم جمط" واجهوا أجواء من القلق والخوف نتيجة تصاعد التوترات، وعدم توافر أي حماية كافية للمدنيين.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه ولايات كردفان عمومًا ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات النزوح الداخلي؛ نتيجة التمدد المستمر للعنف المسلح، وتردي الأوضاع الاقتصادية، وتعطل الأنشطة الزراعية والرعوية التي يعتمد عليها السكان في معيشتهم.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن النازحين الذين وصلوا إلى محليتي غرب بارا وشيكان يعيشون في ظروف إنسانية صعبة، إذ يفتقر الكثير منهم إلى المأوى الملائم والمواد الغذائية الأساسية، فيما تواجه الأسر التي تضم أطفالًا ونساءً وكبار سن ضغوطًا مضاعفة. وتشير التقارير الأولية إلى حاجة هؤلاء النازحين العاجلة إلى خدمات المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية الطارئة.
وتسلّط هذه التطورات الضوء على هشاشة الوضع الإنساني في شمال كردفان، في ظل محدودية الموارد وتراجع القدرة الحكومية على تقديم الخدمات الأساسية، إضافة إلى تراجع دعم المنظمات الإنسانية نتيجة اتساع رقعة الاحتياجات في البلاد.
في ظل هذا الواقع، دعت منظمات محلية ودولية إلى ضرورة زيادة التدخلات الإنسانية في الولاية، وتوفير دعم عاجل للنازحين الجدد، مع تعزيز الجهود لحماية المدنيين في المناطق المتأثرة بالعنف.
كما شدد ناشطون إنسانيون على أهمية التنسيق بين السلطات المحلية والمنظمات الدولية؛ لضمان وصول المساعدات إلى المستحقين بشكل سريع وفعّال.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة أنها تواصل مراقبة حركة النزوح في شمال كردفان وبقية الولايات، وستعمل على تقديم الاستجابة الأولية متى ما سمحت الأوضاع الأمنية بإيصال الدعم.
يمثل النزوح من "أم جمط" حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الأزمات التي تضرب السودان منذ اندلاع الحرب، حيث تجاوز عدد النازحين داخليًا الملايين وفق تقديرات أممية حديثة.
ومع استمرار التوترات وصعوبة الوصول الإنساني في العديد من المناطق، يخشى مراقبون أن تتفاقم معاناة المدنيين، خصوصًا في مناطق الهشاشة التي تفتقر للبنية الأساسية والخدمات الأساسية.















0 تعليق