أوضح الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي، أن قرار زيادة عدد أيام العام الدراسي إلى 185 يومًا يحمل بالفعل جوانب إيجابية مهمة، لكنه في المقابل يتضمن تحديات كبيرة يجب التوقف أمامها قبل التنفيذ الفعلي، وذلك بعد أن أثار القراى حالة من الجدل داخل الأوساط التعليمية وبين أولياء الأمور، بين من يراه خطوة ضرورية لتحسين جودة التعليم، ومن يراه عبئًا إضافيًا على الطلاب والأسر. وفي هذا السياق،
أولاً: الإيجابيات المتوقعة لزيادة أيام الدراسة
يشير الدكتور تامر شوقي إلى أن القرار يمكن أن يحقق مجموعة من المكاسب التعليمية، من أبرزها:
إتاحة وقت كافٍ لشرح المناهج
جاء القرار استجابة لشكاوى الكثير من أولياء الأمور بشأن ضيق الوقت المخصص لدراسة المناهج، وهو ما كان يعوق إتمام الشرح بصورة كاملة، خاصة في المراحل التعليمية التي تضم مقررات كثيفة.
فرص أكبر لفهم المقررات ومراجعتها
زيادة عدد الأيام يمنح الطلاب وقتًا أكبر لاستيعاب الدروس بدلاً من ضغط المحتوى في أسابيع قليلة، مما ينعكس على جودة التعلم وتحسن التحصيل الدراسي.
حل جزئي لعجز المعلمين
من خلال تمديد العام الدراسي، يمكن معالجة جزء من مشكلة نقص المدرسين عبر توزيع الحصص بشكل أفضل وعدم تكدس الجداول.
التوافق مع النظم العالمية
معظم الدول ذات التصنيف المتقدم في التعليم تعتمد متوسط أيام دراسة أكبر من مصر، وبالتالي فإن الخطوة تتسق مع الاتجاهات الدولية.
ثانيًا: المحاذير والتحديات المحتملة
ورغم المزايا، أكد الخبير التربوي أن القرار قد يؤدي إلى مشكلات كبيرة إذا لم يتم التخطيط الجيد له، ومنها:
زيادة الضغوط النفسية
قد يتعرض الطلاب وأولياء الأمور والمعلمون لضغوط إضافية نتيجة طول العام الدراسي، خاصة في ظل الأعباء اليومية المتزايدة.
ارتفاع معدلات الدروس الخصوصية
استمرار الدراسة لفترات أطول قد يعني استمرار الدروس الخصوصية طوال العام، بما يرهق الأسر ماديًا.
استهلاك أكبر لموارد المدارس
الأثاث والأجهزة التعليمية ستتعرض لإهلاك أسرع، في ظل غياب منظومة صيانة دورية فعالة.
ارتفاع نفقات الأسر اليومية
من مواصلات وتغذية ومستلزمات مدرسية، ما يزيد العبء المالي على الكثير من الأسر.
ضيق الوقت المخصص للإجازة الصيفية
خاصة لدى الأسر التي تضم أكثر من طالب تختلف مواعيد امتحاناتهم، ما يجعل تنظيم الإجازة أمرًا صعبًا.
الطقس الحار طوال العام
مع ارتفاع درجات الحرارة في معظم أشهر السنة، قد يشكل التمديد عبئًا إضافيًا على الطلاب والمعلمين، خاصة في المدارس غير المجهزة.
ارتباط الامتحانات بنظام البكالوريا
مع تطبيق البكالوريا، ستمتد الامتحانات إلى أربعة أشهر، ما يحرم العديد من الأسر من قضاء الإجازة الصيفية إذا كان لديها أبناء في مرحلة البكالوريا وصفوف النقل.
التقييمات اليومية والأسبوعية
في حال بقاء نظام التقييمات الحالي، قد لا يستفيد الطلاب من زيادة الأيام فعليًا، إذ سيضيع الوقت في التقييمات بدلاً من التعلم.
ويشدد الدكتور تامر شوقي على ضرورة دراسة القرار بكامل أبعاده قبل تطبيقه، لضمان الاستفادة من إيجابياته وتفادي سلبياته، وتحقيق التوازن المطلوب بين جودة التعليم وراحة الطلاب وأسرهم، مع الاستعداد اللوجستي الكامل داخل المدارس.








0 تعليق