لم يكن الرجل الفرنسي الثمانيني يتوقع أن تنقلب زيارته الطبية الروتينية إلى رحلة أوروبية غير مقصودة تمتد لمسافة 1500 كيلومتر.
ففي صباح أحد أيام مطلع نوفمبر الجاري، غادر المسن، البالغ من العمر 85 عامًا، منزله في بلدة شاتيون متجهًا إلى عيادة طبيبه في بلدة إيرفو، التي لا تبعد أكثر من 19 كيلومترًا فقط.
لكنّ خطأ بسيطًا في إدخال بيانات نظام تحديد المواقع GPS قلب رحلته رأسًا على عقب.
مع حلول منتصف النهار، اتصل الطبيب بأسرة الرجل ليبلغهم بأنه لم يحضر موعده، كما لم يرد على مكالماتهم المتكررة.
ومع مرور الساعات، ازداد قلق العائلة، خصوصًا بعدما غاب المسن أيضًا عن اجتماع كان مقررًا مع الجمعية المحلية التي ينتمي إليها.
الخيط الأول: تتبع الهاتف يكشف المفاجأة
بعد اختفائه الغامض، قررت العائلة إبلاغ الشرطة، التي سارعت بالتعاون مع الجيش لتتبع إشارات هاتفه المحمول.
المفاجأة كانت مذهلة: الإشارة جاءت من فندق صغير في كرواتيا، على بعد نحو 1500 كيلومتر من مسكنه الأصلي في فرنسا.
وبحسب موقع Oddity Central، قاد الفرنسي الثمانيني سيارته لنحو 20 ساعة متواصلة عبر طرق أوروبا، مرورًا بإيطاليا وصولًا إلى كرواتيا، دون أن يدرك أنه خرج من بلاده.
وعندما عُثر عليه، بدا متعبًا لكنه في صحة جيدة، مؤكدًا أنه لم يفهم ما جرى، وألقى باللوم على “خلل في نظام تحديد المواقع” الذي وجّهه في الاتجاه الخاطئ.
عائلة مذهولة ورحلة استعادة طويلة
سافرت أسرته على الفور إلى كرواتيا لاستعادته، وسط دهشة المجتمع المحلي الذي تداول قصته على نطاق واسع.
وأكدت وسائل إعلام فرنسية أن الفرنسي الثمانيني لا يعاني من أي اضطرابات إدراكية مثل الزهايمر، وأنه ما زال يتمتع بذاكرة قوية وقدرة على القيادة، مما جعل الحادثة أكثر غرابة.
سابقة ليست الأولى من نوعها
ولم تكن حادثة الفرنسي الثمانيني الوحيدة الناتجة عن خطأ في أنظمة الملاحة.
ففي أكتوبر الماضي، تعرّضت سائحة بولندية تُدعى فيكتوريا جوزيندا لحادث خطير في فرنسا بعدما قادتها خرائط “جوجل” إلى مسار زلق بجوار قناة مائية في منطقة البندقية الفرنسية، فسقطت في الماء وأصيبت بجروح طفيفة قبل أن تنجو بنفسها.
التكنولوجيا لا تُخطئ وحدها
تسلّط الواقعة الضوء على الجانب المظلم للاعتماد المفرط على التكنولوجيا، إذ يمكن لخطأ بسيط في إدخال الوجهة أو خلل في النظام أن يحوّل رحلة قصيرة إلى مغامرة تمتد عبر القارة.
وبالرغم من الطابع الطريف للحادثة، إلا أنها تذكير قوي بضرورة تحقق السائقين يدويًا من وجهاتهم قبل الانطلاق، حتى لا يجدوا أنفسهم — كما حدث للمسن الفرنسي — على بعد مئات الكيلومترات من مقعد الطبيب.


















0 تعليق