في خطوة تعكس اهتمام الأزهر الشريف بالحوار بين العلوم الاقتصادية والفكر الديني، استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، المفكر الاقتصادي العالمي الشهير
فري ساكس في منزله بمحافظة الأقصر، في لقاء تاريخي جمع بين رؤى التنمية الاقتصادية العالمية والقيم الإنسانية.
جيفري ساكس، الذي أصبح اسمه مرادفًا للتنمية المستدامة والحد من الفقر، يمثل أحد أهم الأصوات العالمية في رسم سياسات اقتصادية واجتماعية قائمة على العلم والبيانات والتحليل الدقيق، مع التركيز على العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية.
من هو جيفري ساكس؟
جيفري ساكس هو اقتصادي أمريكي من مواليد 1952، ويعرف بصفته أحد أبرز خبراء التنمية الاقتصادية حول العالم، وقد شغل مناصب أكاديمية واستشارية مرموقة، بما في ذلك عمله كأستاذ في جامعة كولومبيا ومستشار للأمم المتحدة والحكومات حول العالم.
وقد ساهم بشكل فعّال في تصميم برامج اقتصادية تهدف إلى القضاء على الفقر، وتحقيق النمو الشامل، مع التركيز على التنمية المستدامة في الدول النامية، ما جعله صوتًا عالميًا مهمًا في مجال الاقتصاد والتنمية.
أبرز إنجازاته وأعماله
يعتبر جيفري ساكس رائدًا في مجال التنمية الاقتصادية، حيث نشر عدة كتب ودراسات مهمة، من أبرزها "نهاية الفقر" و"من أجل كوكب مستدام"، والتي تطرح رؤى استراتيجية للتعامل مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية على مستوى العالم.
ساكس عمل أيضًا على مساعدة دول مثل بوليفيا وبيرو وكولومبيا في تطوير سياسات إعادة الهيكلة الاقتصادية، وأسهم في تصميم برامج شاملة في مجالات الصحة العامة والتعليم والبنية التحتية، بهدف رفع مستوى معيشة الشعوب وتقليل الفوارق الاجتماعية.
رؤيته الاقتصادية والتنموية
يركز جيفري ساكس في رؤيته على ضرورة الدمج بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية، مؤكّدًا أن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا من خلال مراعاة البيئة، والاستثمار في التعليم والصحة، وخلق فرص متكافئة لجميع شرائح المجتمع. ويؤمن ساكس بأن التعاون الدولي هو مفتاح تجاوز الأزمات الاقتصادية، وأن تبادل الخبرات بين الدول والمؤسسات يمكن أن يُحدث تغييرات جذرية تؤدي إلى عالم أكثر عدلاً وازدهارًا.
تأثيره العالمي وأهمية لقائه بالأزهر
زيارة ساكس للأزهر الشريف ليست مجرد لقاء شخصي، بل تمثل نموذجًا للحوار البنّاء بين الفكر الديني والعلمي، وتسلّط الضوء على أهمية التنسيق بين القيم الإنسانية والسياسات الاقتصادية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما يعكس اللقاء اهتمام المؤسسات الدينية بفهم التحديات الاقتصادية العالمية، والاستفادة من خبرات المفكرين العالميين لوضع استراتيجيات لمواجهة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية.
يمثل جيفري ساكس نموذجًا للمفكر العالمي الذي يجمع بين التحليل العلمي والالتزام بالقيم الإنسانية، وزيارته للأزهر تؤكد أن التنمية الحقيقية تقوم على التكامل بين المعرفة الاقتصادية والرؤية الأخلاقية، مما يجعل اللقاء خطوة مهمة نحو تعزيز الحوار العالمي بين الفكر الأكاديمي والديني، ورسم مستقبل أكثر عدلاً واستدامة للبشرية جمعاء.








0 تعليق