أكد الشيخ عبدالله المحجوب الميرغني، شيخ الطريقة الميرغنية الختمية وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن أخذ البيعة في الطرق الصوفية ليس أمرًا عشوائيًا، مشددًا على أن من يرغب في السير على الطريق يجب أن يكون قد تلقى البيعة من شيخه بشكل شرعي ومجاز رسمي، موضحًا أن البيعة تمنح الشخص حق السير في الطريق وليس الحق في منح البيعة لغيره مباشرة.
كل مريد يمر بمرحلة مستقلة بذاتها ويجب على السالك أن يتحرى بدقة عن مصدر الطريق
وأوضح الشيخ المحجوب في تصريحات له اليوم، أن كل مريد يمر بمرحلة مستقلة بذاتها، ويجب على السالك أن يتحرى بدقة عن مصدر الطريق الذي يأخذه، هل تلقى التدريب المباشر على يد الشيخ المربي، أم أنه اكتفى بالارتباط بالاسم أو النسب؟ مشيرًا إلى أن القرابة مع الشيخ أو النسب إليه لا تعطي الحق في منح البيعة للآخرين دون تدريب حقيقي وإذن رسمي.
منهج الطريقة الميرغنية الختمية والتسلسل المتبع للسالك
واستعرض الشيخ المحجوب مثالًا على منهج الطريقة الميرغنية الختمية، مبينًا التسلسل المتبع للسالك، حيث يتم أخذ البيعة من الشيخ المربي المؤهل، وهو الشرط الأساسي لبدء الطريق، والبدء بالمقدمات الخاصة بالطريقة بإذن الشيخ، مع التنبيه إلى أن من يتجاوز هذه المقدمات يكون بمثابة ضيف في الطريقة وليس سالكًا حقيقيًا، ثم الانتقال إلى المراحل الأساسية للطريقة بعد الحصول على إذن الشيخ، وتشمل الأوراد والتوسلات وفتح الرسول وأي وِرَد إضافي يحدده الشيخ، ليصبح المريد آنذاك سالكًا حقيقيًا على منهج السيد محمد عثمان الميرغني الختم.
المرحلة الأخيرة للتربية والإرشاد
وأضاف المرحلة الأخيرة للتربية والإرشاد، حيث ينقسم السالك إلى حالتين، سالك فقط: يؤدي الأوراد تحت رعاية شيخه ولا يحق له منح البيعة أو الإشراف على تربية آخرين.
مؤهل للإرشاد: إذا رأى الشيخ أنه صار صالحًا ومستعدًا لتربية غيره، يمنحه الحق في إعطاء البيعة وتربية المريدين الجدد وفق منهج الطريقة الميرغنية الختمية.
البيعة الحقيقية فى التصوف
وشدد الشيخ عبدالله المحجوب على أن البيعة الحقيقية في التصوف تتطلب التزامًا بالمنهج والتدريب المباشر والإذن الشرعي من الشيخ المربي، مؤكدًا أن أي تجاوز لهذه الشروط يؤدي إلى تشويه صورة الطريق وابتعاد السالك عن المقصود الحقيقي من التصوف.
يُذكر أن الطريقة الميرغنية الختمية تعتبر من أهم الطرق الصوفية في العالم الإسلامي، وتتميز بتركيزها على تزكية النفس، واتباع منهج ثابت تحت إشراف الشيخ المؤهل، وهو ما يحفظ السالك من الانحراف أو الانزلاق في طرق مغايرة للروح الصوفية الأصيلة.








0 تعليق