التقى وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة، حيث سلّمه رسالة خطّية من الرئيس عبد الفتاح السيسي تضمنت رؤى ومقترحات لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتحضير للاجتماع الثاني لـ مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى المقرر انعقاده في القاهرة عام 2026.
زخم إيجابي في العلاقات الثنائية ومساعٍ لرفع التبادل التجاري
وأكد السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن اللقاء جاء في أجواء إيجابية تعكس دفئ العلاقات المتنامية بين القاهرة وأنقرة، مشيرًا إلى أن الوزير عبد العاطي نقل تعازي مصر في ضحايا (سقوط الطائرة )العسكرية التركية، معبرًا عن تضامن مصر الكامل مع الشعب التركي في هذا الحادث الأليم.
وخلال اللقاء، شدّد عبد العاطي على أن العلاقات المصرية التركية شهدت خلال العامين الماضيين تطورًا ملحوظًا وزخمًا إيجابيًا في مختلف المجالات، مؤكدًا أهمية البناء على نتائج اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة التي عقدت برئاسة وزيري خارجية البلدين.
وأشار إلى أن الجانبين بحثا التحضير لعقد المنتدى الاقتصادي لرجال الأعمال المصريين والأتراك بهدف تنمية الشراكات الاستثمارية بين البلدين ورفع حجم التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، مؤكدًا أن هذا الهدف يعكس الطموح المشترك لتعميق التعاون الاقتصادي بين القاهرة وأنقرة.
غزة في صلب التنسيق المصري التركي
وفي ملف الأزمة في غزة، ثمّن وزير الخارجية المصري التعاون الوثيق بين مصر وتركيا وقطر والولايات المتحدة الذي أفضى إلى اتفاق شرم الشيخ للسلام، مؤكدًا ضرورة البناء عليه لتثبيت الهدنة وإدخال المساعدات الإنسانية دون أي عوائق.
ومن جانبه أشار وزير الخارجية المصري إلى التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة بمشاركة تركية فعّالة، مشدّدًا على أهمية توحيد الجهود لضمان ربط الضفة الغربية بقطاع غزة والحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية تمهيدًا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفي هذا السياق، تناول اللقاء مشاورات حول مشروع قرار مجلس الأمن بشأن قوة الاستقرار الدولية في غزة، حيث أكد الوزير المصري أن أي ترتيبات أمنية يجب أن تكون في إطار الشرعية الدولية وتصب في مصلحة الشعب الفلسطيني.
توافق مصري تركي حول السودان وليبيا
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان، شدّد الوزير عبد العاطي على دعم مصر لوحدة وسيادة السودان، معربًا عن القلق إزاء الانتهاكات في مدينة الفاشر، ومؤكدًا أن الحل( السياسي الشامل) هو (السبيل )الوحيد لإنهاء الأزمة السودانية.
كما جدّد عبد العاطي موقف مصر الثابت تجاه ليبيا، داعيًا إلى حوار ليبي خالص يضمن استقرار الدولة ويحفظ مؤسساتها الوطنية بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
وفي سياق متصل، عبّر الرئيس رجب طيب أردوغان عن تقديره الكبير للرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكّدًا تطلعه إلى مواصلة التنسيق الوثيق بين البلدين وتعزيز العلاقات الاستراتيجية في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين المصري والتركي.
آفاق جديدة للشراكة المصرية التركية
ويُعد هذا اللقاء خطوة جديدة في مسار استعادة العلاقات المصرية التركية إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية الكاملة، في ظل تفاهمات متزايدة حول القضايا الإقليمية والدولية.
ومن المنتظر أن تشهد المرحلة المقبلة تكثيفًا في الزيارات المتبادلة وتفعيلًا للآليات الاقتصادية والسياسية المشتركة، بما يمهد لعقد مجلس التعاون الاستراتيجي في القاهرة عام 2026، الذي من المتوقع أن يشكّل نقطة تحول رئيسية في العلاقات بين البلدين .
0 تعليق