احتفل مركز أبحاث طب عين شمس والبحث العلمي التطبيقي (MASRI) بمرور خمس سنوات من التميز في دعم مسار الطب المُشخصن، في إطار تطوير خدمات التشخيص المتقدم وتعزيز جودة الرعاية الصحية في مصر، بحضور نخبة من القيادات الأكاديمية والعلمية وممثلي الجامعات والشركات العالمية.
وقال الدكتور هشام الغزالي، أستاذ علاج الأورام ومدير مركز أبحاث طب عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للسرطان، إن المركز نجح خلال خمس سنوات فقط في تحقيق إنجازات نوعية جعلته من أكبر المراكز البحثية في مصر والمنطقة، مشيرًا إلى أن المركز تمكن من نشر أكثر من 150 ورقة بحثية علمية في مجلات دولية مرموقة، وعقد شراكات موسعة مع كبرى شركات الأدوية العالمية.
وأوضح الغزالي أن المركز تمكن لأول مرة من توطين التحاليل الجينية في مصر، وهو ما يسهم في تخفيف الأعباء عن المريض المصري ويوفر العملة الصعبة التي كانت تُنفق على إرسال العينات إلى الخارج، مؤكدًا أن ذلك يمثل خطوة جوهرية نحو التحول إلى الطب الدقيق والمُشخصن.
وأضاف أن مركز MASRI نفذ مشروعات بحثية كبرى بالتعاون مع هيئة العلوم والتكنولوجيا وأكاديمية البحث العلمي والجامعات الدولية، فضلًا عن شراكة بحثية مع جامعة فودان الصينية لتطوير أساليب تحليل العينات السائلة لأورام الكبد، مشيرًا١ إلى أن المركز يضم بنكًا حيويًا يضم أكثر من 30 ألف عينة، إضافة إلى شبكة معلوماتية حيوية وطنية تدعم التحليل الجيني الدقيق.
وأكد الغزالي أن المركز أصبح نقطة جذب علمية دولية، إذ شارك في تدريب عدد كبير من الباحثين الأفارقة بالتعاون مع الشركات العالمية، ما يعزز القوة الناعمة لمصر في مجالات التعليم والبحث الطبي، واعتبر أن مشروع “تحالف وتنمية” الذي أطلق برعاية رئيس الجمهورية يهدف إلى ربط البحث العلمي بالصناعة والمجتمع، بما يخدم التنمية الاقتصادية والصحية في البلاد.
من جانبه، قال الدكتور علي محمد الأنور، أستاذ الجراحة العامة وعميد كلية الطب بجامعة عين شمس ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، إن مركز MASRI يمثل حاضنة وطنية للباحثين الشباب والأطباء المتميزين، موضحًا أن المركز تم تجديده وإعادة افتتاحه عام 2020 ليعمل في ثوبه الجديد كمؤسسة بحثية متكاملة تضم ثماني وحدات بحثية متخصصة تعمل بشكل متكامل لتحقيق نهضة علمية حقيقية.
وأوضح الأنور أن المركز أسهم في رفع مستوى النشر العلمي المصري في دوريات عالمية كبرى مثل نيتشر ولانست وساينس، مشيرًا إلى أن تجربة MASRI خلقت جيلًا جديدًا من الباحثين القادرين على المنافسة عالميًا. وأضاف أن المركز يعزز التعاون بين القطاع الحكومي والخاص، ما يسهم في تحويل نتائج البحث العلمي إلى تطبيقات طبية وصناعية ملموسة تخدم صحة المواطن المصري.
كما أشار إلى الدور الكبير الذي يقوم به المركز في مشروع الجينوم المصري، من خلال تجهيزات متقدمة وكوادر بحثية متخصصة، موضحًا أن الخطط المستقبلية تركز على استدامة المشروع وتخريج أجيال جديدة من الباحثين، مؤكدًا أن الدولة وجامعة عين شمس تقدمان دعمًا مستمرًا لتعزيز قدرات المركز وتمويل أنشطته البحثية.
وقال الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، إن الجامعة تفخر بامتلاكها وحدة للجينوم المصري داخل مركز MASRI، مشيرًا إلى أن هذا المشروع القومي يعكس قدرة المراكز البحثية الوطنية على تحقيق التميز وربط البحث العلمي بالتنمية وخدمة المريض المصري، موضحًا أن الجامعة تدعم المركز لتميزه وقدرته على نشر الأبحاث في مجلات عالمية مرموقة.
وأضاف ضياء أن المركز أصبح نموذجًا يُحتذى به في التعاون بين الجامعة ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص، لما يقدمه من نتائج بحثية قابلة للتطبيق تخدم المجتمع وتطور من جودة الخدمات الصحية، مؤكدًا أن الجامعة مستمرة في دعم MASRI وتوسيع دوره ضمن خطة الدولة للتحول نحو الطب الدقيق والاعتماد على البحث العلمي في اتخاذ القرار الطبي.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور أحمد سلمان، أستاذ المناعة وتطوير اللقاحات بجامعة أوكسفورد وعضو مجلس إدارة مركز MASRI، إن التعاون بين المركز والجامعة البريطانية يمثل نموذجًا للشراكات البحثية الدولية، مشيرًا إلى أن MASRI يشارك حاليًا في مشروعات لتطوير لقاحات للأمراض السرطانية والمعدية والعلاجات المناعية المتقدمة.
وأضاف سلمان أن جامعة أوكسفورد، من خلال معهد إدوارد جينر المتخصص في أبحاث اللقاحات، طورت عددًا من اللقاحات البارزة مثل لقاح أكسفورد–أسترازينيكا ولقاح الملاريا R21 الذي حصل على اعتماد منظمة الصحة العالمية في أكتوبر 2023 وتم إنتاج نحو نصف مليار جرعة منه لتوزيعها في أفريقيا.
وأكد أستاذ المناعة أن مصر تعد اليوم من الدول القليلة في الشرق الأوسط وأفريقيا التي تمتلك مركزًا لإنتاج لقاحات بشرية، مشددًا على أهمية دعم الدولة لمجالات البحث والتطوير (R&D) وربط المؤسسات البحثية بالجهات التشريعية والتنظيمية لضمان تسريع خطوات الابتكار العلمي.
واختتم سلمان تصريحاته بالتأكيد على أن ما يحققه مركز MASRI من إنجازات علمية وبحثية خلال فترة وجيزة يعكس المكانة المتنامية لمصر في مجال الطب الدقيق والبحث التطبيقي، ويؤكد قدرتها على تحقيق الاكتفاء العلمي والتقني في مجال الرعاية الصحية ومواجهة الأوبئة والأمراض المزمنة.















0 تعليق