تطبيق يحرم موظف صيني من عمله: 16 ألف خطوة تكشف خفايا الخصوصية!

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أثارت حادثة طرد موظف صيني من عمله موجة جدل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن اكتشفت شركته أنه، رغم تقديمه إجازة مرضية بسبب إصابة في ساقه، قطع أكثر من 16 ألف خطوة خلال يوم واحد عبر استخدام تطبيق الهاتف المحمول الخاص بعد الخطوات. 

وتطرح هذه القضية تساؤلات مهمة حول حدود استخدام البيانات الشخصية لمراقبة الموظفين، ومدى احترام حقوق الخصوصية في بيئة العمل الحديثة.

تفاصيل الواقعة

ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" أن موظف صيني، ويدعى تشن، كان يعمل في إحدى الشركات بمقاطعة جيانغسو شرق الصين، حيث قدم أول إجازة مرضية بسبب إصابة في الظهر، مرفقة بتقارير طبية رسمية تثبت حاجته للراحة.

 بعد مرور نحو شهر، عاد تشن للعمل لنصف يوم فقط، ثم طلب إجازة جديدة بسبب ألم في ساقه اليمنى، وأرفق تقريراً طبياً يوصي بالراحة لمدة أسبوع، قبل أن يمدّد الإجازة لبضعة أيام إضافية.

 

اكتشاف الشركة والفصل

لكن الشركة اكتشفت، عبر تطبيق الهاتف الخاص بعد الخطوات، أن تشن موظف صيني قطع أكثر من 16 ألف خطوة في اليوم الذي طلب فيه الإجازة، واعتبرت ذلك مؤشراً على الغياب غير المبرر وتقديم معلومات صحية مضللة، فقررت فصله. 

وقدمت الشركة أيضاً تسجيلات من كاميرات المراقبة تُظهر موظف صيني وهو يركض نحو المكتب في يوم الإجازة، في محاولة لدعم موقفها.

حكم المحكمة وتعويض الموظف

أمام هذه القضية، رفع الموظف دعوى أمام محكمة التحكيم العمالي التي قضت لصالحه، معتبرة أن فصله كان غير قانوني، وأن الشركة انتهكت حقوقه. 

وألزمت المحكمة الشركة بدفع تعويض قدره 118 ألف يوان، أي ما يعادل نحو 16.7 ألف دولار، مؤكدة أن التقارير الطبية والصور الإشعاعية التي قدمها الموظف كانت كافية لإثبات حالته الصحية، ورفضت المحكمة استخدام تسجيلات المراقبة كأدلة.

 

جدل واسع حول الخصوصية

أثارت القضية ردود فعل غاضبة بين المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين، حيث اعتبر كثيرون أن مراقبة بيانات التطبيقات الشخصية مثل عد الخطوات تمثل تعدياً على الحقوق الفردية للموظفين، وتفتح الباب أمام انتهاكات محتملة للخصوصية في بيئة العمل.

 ورأى آخرون أن الشركة تصرفت بشكل متسرع، دون الأخذ في الاعتبار الأدلة الطبية الرسمية التي قدمها الموظف.

تسلط هذه الحادثة الضوء على التحديات القانونية والأخلاقية في عصر الرقمنة، خصوصاً فيما يتعلق بمراقبة الموظفين عبر تطبيقات الهواتف الذكية. 

وتدعو القضية إلى إعادة النظر في سياسات الشركات تجاه الخصوصية، وضرورة تحقيق توازن بين متابعة الأداء واحترام الحقوق الفردية للموظفين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق