علي رضا الجعفري

نسبها وسيرتها العطرة:
السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد الأبلج بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب هي حفيدة الإمام الحسن بن عليّ سبط النبي محمد صلى الله عليه وآله وأحد أعلام آل البيت عليهم السلام المشهورين بالزهد والتقوى والعلم.
وُلدت السيدة نفيسة في مكة المكرمة سنة 145هـ وتربّت في بيئة علوية شريفة محاطة بالإيمان والعلم.
نشأتها وهجرتها إلى مصر:
نشأت السيدة نفيسة في بيت النبوة وتلقت علوم الدين منذ صغرها حتى لقبت بـ«النفيسة العلم» وكان والدها من كبار العلماء والعباد، زارت المدينة المنورة ثم انتقلت إلى مصر عام 193هـ مع زوجها إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق حفيد الإمام الحسين عليه السلام، وذلك في عهد الدولة العباسية بعد اشتداد الفتن.
استقبل أهل مصر السيدة نفيسة بحفاوة كبيرة وأقبل الناس عليها من كل صوب للاستفادة من علمها ودعائها حتى أصبحت رمزًا للعلم والتقوى في مصر.
عبادتها وزهدها: 
عُرفت السيدة نفيسة بكثرة الصيام والقيام والذكر وكانت زاهدة في الدنيا عابدة قوامة كريمة النفس محسنة للفقراء والمساكين واشتهرت بكرامات كثيرة ذكرها العلماء.
قال الإمام السخاوي في «تحفة الأحباب»: كانت السيدة نفيسة من الصالحات العابدات، كثيرة الخير والبركات، مجابة الدعوة.
أقوال العلماء عن السيدة نفيسة:
الإمام الشافعي رحمه الله:
كان الإمام الشافعي يحضر عند السيدة نفيسة ويتعلم منها وكان يطلب منها الدعاء وقال عنها: "دعاء السيدة نفيسة مستجاب ما نزلت بي شدة إلا وتوسلت إلى الله بها إلا فرج الله عني".
وقد روى بعض المؤرخين أن الإمام الشافعي أوصى أن يُصلَّى عليه في جنازته عندها، فصلى عليه أهل مصر في بيتها.
الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" قال عنها: السيدة نفيسة العالمة العابدة كانت كثيرة العبادة، مجابة الدعوة، زاهدة في الدنيا.
ابن كثير في «البداية والنهاية»: كانت من العابدات الصالحات ويقال إنها حفرت قبرها بيدها وكانت تنزل فيه وتقرأ القرآن فيه كله.
الإمام السيوطي في «حسن المحاضرة» قال: نفيسة بنت الحسن بن زيد كانت من الصالحات وكان الناس يتبركون بها، وتُزار ويُنتفع بدعائها.
الإمام الشعراني في «الطبقات الكبرى» ذكر عنها كثيرًا من الكرامات وقال: ما زال أهل مصر يتوسلون بها إلى الله في الشدائد، فيفرج الله عنهم ببركتها.
كراماتها:
- اشتهرت بقصة شفاء كثير من المرضى بدعائها.
- يُروى أن ماء وضوئها كان سببًا في شفاء بعض الناس.
- كانت تقوم الليل كله وتصوم أكثر الأيام وتختم القرآن مرات كثيرة.
مقامها في مصر:
توفيت السيدة نفيسة يوم الجمعة 208هـ، ودُفنت في بيتها الذي تحول إلى مشهد وقبة عظيمة في حي السيدة نفيسة بالقاهرة، ويُعد مسجد السيدة نفيسة من أهم مزارات أهل مصر إلى يومنا هذا.
فسلام الله على السيدة نفيسة التي تعد من أعلام نساء الإسلام وأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله التي جمعت بين شرف النسب وسمو العلم وزهد العباد ومكارم الأخلاق كعادة الذرية النبوية المطهرة.
قال فيها شرف الدين البوصيري:
- سليلة خير العالمين نفيسة.. سمت بك أعراق وطابت محائد
- إذا جحدت شمس النهار ضياءها.. ففضلك لم يجحده في الناس جاحد
- بآبائك الأطهار زينت العلا.. فحبات عقد المجد منهم فرائد
- ورثت صفات المصطفى وعلومه.. ففضلكما لولا النبوة واحد
- فلم ينبسط إلا بعلمك عالم.. ولم ينقبض إلا بزهدك زاهد
- معارف ما ينفكّ يفضي سرها.. إلى ماجد من آل أحمد ماجد