قال د.عبدالناصر قنديل، خبير النظم والتشريعات البرلمانية، إن اليوم الثاني من التصويت في انتخابات النواب هو اللحظة الحاسمة لاختبار فعالية التحالفات والتنسيقات التي أُبرمت بين الأحزاب والمستقلين، مشيرًا إلى أن القوة التصويتية الحقيقية لا تظهر إلا بعد انطلاق العملية الانتخابية.

أضاف قنديل، خلال لقائه مع الإعلامي محمد مصطفى شردي ببرنامج "الحياة اليوم" على شاشة "الحياة"، أن بعض الأحزاب نجحت في تجنب المواجهات المباشرة عبر توزيع الدوائر فيما بينها، حيث لا يتنافس مرشحوها في نفس الدائرة، وهو ما يُعد ممارسة سياسية ناضجة تهدف إلى تعظيم المكاسب وتقليل التشتت.

وتابع: أن التنسيق لا يقتصر على الأحزاب فقط، بل يمتد إلى المستقلين، الذين بدأوا في بناء تحالفات خاصة بهم، ما جعل بعض الدوائر تشهد منافسة ساخنة بين تحالفات غير تقليدية، مؤكدًا أن هذا التنوع يعكس تطورًا في فهم قواعد اللعبة السياسية.

وأشار إلى أن بعض الأحزاب الكبرى قررت عدم الدفع بمرشحين في دوائر معينة، تاركة المجال للمستقلين، وهو ما يُعد مؤشرًا على تغير في استراتيجيات الترشح، خاصة في ظل وجود وجوه جديدة تمتلك خلفيات سياسية ومجتمعية قوية.

واختتم حديثه بالتأكيد أن السياسة ليست مجرد صراع، بل هي فن التفاهم والتفاوض، مشددًا على أن التحركات الذكية هي التي تصنع الفارق في المشهد الانتخابي، وتُحدد من ينجح في الوصول إلى البرلمان.