يشهد قطاع النقل المصري اليوم الأحد، محطة تاريخية بانطلاق التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من مشروع مونوريل العاصمة الإدارية، الذي يعد أحد أبرز مشروعات النقل الجماعي الحديثة في مصر، وركيزة أساسية ضمن خطة الدولة للتحول نحو أنظمة نقل ذكية ومستدامة.
ويُعرف المونوريل بأنه قطار كهربائي يسير على مسار أحادي معلق، ويعمل دون سائق من خلال منظومة تحكم مركزية متطورة، بما يضمن أعلى مستويات الأمان والدقة في التشغيل، ويمثل هذا المشروع نقلة نوعية في وسائل النقل العام بمصر، حيث يربط شرق القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة عبر خط طوله 56.5 كيلومترًا، تبدأ من محطة الاستاد بمدينة نصر وحتى محطة مدينة العدالة بالعاصمة الإدارية.
موعد بدء التشغيل التجريبي وأهم تفاصيله
وانطلقت اليوم المرحلة الأولى من التشغيل التجريبي للمونوريل، وتمتد من محطة المشير طنطاوي وحتى محطة مدينة العدالة بالعاصمة الإدارية.
وتشهد هذه المرحلة اختبارات تشغيل بدون جمهور، بهدف التأكد من سلامة الأنظمة الذكية والتحكم الآلي والاتصالات المركزية، قبل فتح التشغيل الرسمي أمام الركاب في يناير 2026.
ويُعد هذا التشغيل التجريبي خطوة حاسمة في تنفيذ المشروع، إذ يتم خلاله اختبار توافق الأداء مع معايير الأمان العالمية، وضمان الجاهزية الكاملة لجميع المكونات الفنية.
تكلفة المشروع ومراحله الإنشائية
بدأ تنفيذ مشروع مونوريل العاصمة الإدارية في أغسطس 2019 بعد توقيع عقد التنفيذ بين وزارة النقل والتحالف المنفذ للمشروع.
وبلغت التكلفة الإجمالية للمونوريل (العاصمة و6 أكتوبر) نحو 4.5 مليار دولار، أي ما يعادل 4.1 مليار يورو، وتشمل الإنشاء والتشغيل والصيانة لمدة ثلاثين عامًا.
وتُقدر تكلفة الكيلومتر الواحد بنحو 30 مليون دولار، ما يجعل المشروع من بين الأقل تكلفة عالميًا في مشروعات النقل المماثلة من حيث البنية التحتية.
خط سير المونوريل وعدد المحطات
يتألف خط مونوريل العاصمة الإدارية من 22 محطة رئيسية، تربط القاهرة الكبرى بالمناطق العمرانية الجديدة مثل القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية.
ويبدأ الخط من محطة الاستاد بمدينة نصر، مرورًا بمحطات بارزة مثل هشام بركات، المشير طنطاوي، كايرو فستيفال، الجامعة الأمريكية، مسجد الفتاح العليم، حي المال والأعمال، وصولًا إلى محطة العدالة في قلب العاصمة الإدارية وهي نهاية الخط.
ويرتبط المونوريل بالخط الثالث لمترو الأنفاق في محطة الاستاد، وبالقطار الكهربائي الخفيف (LRT) في محطة مدينة الفنون والثقافة، مما يخلق شبكة نقل متكاملة تخدم ملايين الركاب يوميًا.
أهداف المشروع وأهميته القومية
ويهدف المشروع إلى تخفيف الضغط المروري على المحاور الحيوية في شرق القاهرة، وربط العاصمة الجديدة بالقاهرة الكبرى خلال أقل من 45 دقيقة، كما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن السيارات الخاصة، وتوفير وسيلة نقل آمنة وسريعة وصديقة للبيئة.
ويمثل المونوريل أحد أهم مشروعات التنمية العمرانية المستدامة، إذ يخدم العاملين والزائرين إلى الحي الحكومي وحي الوزارات ومنطقة المال والأعمال داخل العاصمة الجديدة.
مميزات منظومة المونوريل التقنية
يعمل المونوريل بتقنية القيادة الذاتية بالكامل دون سائق، ويتم التحكم في حركة القطارات من خلال مركز تحكم رئيسي داخل العاصمة الإدارية.
كما تم تزويده بأنظمة مراقبة ذكية وكاميرات داخلية وخارجية، وأنظمة استشعار لرصد أي أعطال لحظيًا، بالإضافة إلى أنظمة حديثة لمكافحة الحرائق، والتحدث المباشر مع غرفة التحكم في حالات الطوارئ، بما يضمن أعلى درجات السلامة للركاب.
أسعار التذاكر المقترحة
وفقًا للهيئة القومية للأنفاق، سيتم تحديد أسعار تذاكر المونوريل وفق عدد المحطات التي يقطعها الراكب، ولن تكون هناك قيمة موحدة للتذكرة.
ومن المقرر أن تكون الأسعار مقاربة من أسعار القطار الكهربائي الخفيف (LRT)، مع تخفيضات خاصة للطلاب وكبار السن وذوي الهمم، لتخفيف الأعباء عن الفئات المستحقة.












0 تعليق