محمد رفعت

تقتصر علاقتى بـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» على عملى الصحفى داخل جريدة «الدستور» كإحدى المؤسسات التابعة لإدارة المتحدة، وليس لى أى ارتباط بأى قطاع آخر داخل المجموعة، ورغم ذلك يصل إلىّ تأثير الشركة - كمواطن مصرى - من خلال تنوع إنتاجها الإعلامى الذى يرسخ حضورها فى مختلف قطاعات المجتمع من خلال محتوى يجمع بين الخدمات الترفيهية والخبرية والمسئولية الاجتماعية التى تتحملها الشركة المتحدة بدوافع وطنية ما يدعم قوة مصر الناعمة ويجعلها قادرة على دعم مسيرة التنمية الوطنية الشاملة.
وقد تحولت الشركة إلى منصة وطنية كبرى لاكتشاف المواهب وصقلها فى مجالات متعددة تشمل الدين والفن والرياضة والعلوم والاقتصاد، فى تجربة رائدة وغير مسبوقة على مستوى الإعلام المصرى والعربى والشرق أوسطى عمومًا. 
ففى المجال الدينى يأتى برنامج «دولة التلاوة» ليعيد لمصر مكانتها التاريخية كمنارة لتعليم القرآن الكريم وفنونه. هذا البرنامج لن يكون مجرد منافسة فى التلاوة، بل مشروع وطنى لإحياء التراث المصرى الأصيل فى التلاوة وتشجيع جيل الشباب على الإقدام علىخوض تجربة التلاوة العلنية واكتشاف الموهوبين منهم.
وشهدت التصفيات التمهيدية للبرنامج إقبالًا كبيرًا من جيل المُقرئين الشباب، حيث تقدم أكثر من 14 ألف متسابق من مختلف محافظات الجمهورية، وتمت تصفية المشاركين عبر مراحل متعددة انتهت باختيار أفضل 32 موهبة للتنافس فى الحلقات النهائية. 
وتبلغ قيمة الجوائز الإجمالية نحو 3.5 مليون جنيه، منها مليون جنيه للفائز الأول، وهو ما يعكس التقدير الكبير الذى توليه الشركة لصوت القرآن الكريم ودوره فى ترسيخ الهوية المصرية الدينية القائمة على الوسطية والاعتدال.
وقد جاء التعاون مع وزارة الأوقاف المصرية ليعزز هذا الدور ويمنحه بُعدًا رسميًا وروحيًا يليق بمكانة مصر فى العالم الإسلامى.
أما فى المجالين الفنى والثقافى فقد أثبتت الشركة المتحدة أنها تمتلك رؤية عصرية شاملة لاكتشاف المواهب الشابة من خلال برامج «كاستنج» و«الدوم» اللذين فتحا الأبواب أمام جيل جديد من المبدعين فى مجالات التمثيل والغناء تحت شعار «الموهبة أولًا»، واستطاع البرنامجان كسر الحواجز التقليدية التى كانت تحول دون ظهور الوجوه الجديدة، ووفرا فرصًا حقيقية للشباب فى الظهور والتدريب والاحتراف.
ولإنجاح التجربة فقد تم إعداد ورش فنية متخصصة بإشراف نخبة من كبار المبدعين منهم المخرجان خالد جلال وعمرو سلامة والملحن إيهاب عبدالواحد، ليكتسب المشاركون مهارات الأداء أمام الكاميرا وفنون الغناء والتمثيل، ولم يتوقف الدعم عند حدود المسابقة، بل استمرت الشركة فى احتضان الفائزين من خلال منحهم أدوارًا رئيسية فى أعمال درامية من إنتاجها، تُعرض على قنواتها المختلفة مثل CBC وDMC، ومنصتها الرقمية WATCH IT، لتصنع جيلًا جديدًا من نجوم الدراما والغناء المصرى والعربى.
وفى المجال الابتكار والاقتصادى، تجسد مبادرتا «Gen-Z» و«Shark Tank» النسخة المصرية، نموذجًا متقدمًا لدمج الإعلام بالتنمية العلمية وريادة الأعمال.
أما برنامج «Gen-Z» فهو مبادرة موجهة لطلاب الجامعات المصرية، لدعم الأفكار الابتكارية والمشروعات الطلابية وتحويلها إلى شركات ناشئة، بالتعاون مع وزارة التعليم العالى وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، وقد وفر البرنامج دعمًا ماديًا يصل إلى مليونى جنيه لكل فريق مؤهل، بجانب التدريب والتوجيه والإرشاد فى مجالات الإدارة والتسويق والتقنية.
ويعد «Shark Tank Egypt» هو النسخة المحلية من البرنامج العالمى الشهير الذى تنتجه شركة SONY، ويتيح لرواد الأعمال المصريين عرض مشروعاتهم أمام كبار المستثمرين الذين يضخون تمويلات ضخمة تجاوزت مئات الملايين من الجنيهات فى مواسمه السابقة.
بهذه المبادرات نجحت الشركة المتحدة فى تقديم إعلام جديد يخاطب العقول ويشجع على الابتكار ويربط بين الفكر الاقتصادى وريادة الأعمال والإبداع.
وفى المجال الرياضى، يأتى برنامج «كابيتانو مصر» كأكبر مشروع وطنى لاكتشاف وتنمية المواهب الكروية من مختلف المحافظات، ويركز البرنامج على الفئة العمرية الصغيرة - مثل مواليد 2008 فى أحد مواسمه - بهدف تبنى اللاعبين منذ الصغر وتطوير مهاراتهم البدنية والفنية تحت إشراف لجنة متخصصة من وزارة الشباب والرياضة. 
ومن خلال منظومة تدريب متكاملة تشمل الاختبارات الفنية والطبية والنفسية، يُعد البرنامج نواة لمستقبل كرة القدم المصرية، ومصدرًا لإمداد الأندية والمنتخبات بلاعبين مؤهلين علميًا وبدنيًا، وقادرين على تمثيل مصر فى المحافل الدولية.

إن ما تقوم به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ليس مجرد نشاط ترفيهى أو إنتاج برامج جماهيرية أو أن الهدف منها هو تحقيق الربح المادى، بل هو مشروع وطنى شامل لبناء الإنسان المصرى فى فكره وموهبته وقيمه، فبينما تعيد «دولة التلاوة» صوت مصر الروحانى للعالم، و«كاستنج» و«الدوم» يقدمان وجهًا جديدًا للفن المصرى الراقى، و«Gen-Z» و«Shark Tank» يصنعان جيلًا من المبتكرين ورواد الأعمال، و«كابيتانو مصر» يزرع الأمل فى ملاعب المستقبل،  يتشكل نسيج وطنى متكامل من الإبداع والموهبة والانتماء.
فما تقدمه الشركة من مبادرات وبرامج يمثل رسالة وطنية تؤكد أن الاستثمار فى الإنسان هو الطريق الحقيقى نحو التقدم، وأن بناء الوعى والمهارة هو أعمق صور الانتماء للوطن.
بهذه الرؤية الشاملة، تؤكد الشركة المتحدة أن الإعلام المصرى قادر على أن يكون شريكًا حقيقيًا فى بناء الدولة الحديثة، لا من خلال نقل الخبر فقط، بل بصناعة الأمل، وإطلاق طاقات الشباب، فتحية واجبة لأصحاب هذا التوجه والقائمين عليه.