علي سعدة

فى السنوات الأخيرة لمع اسم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.. وعندما لاحظت انتشارها السريع وسيطرتها على العديد من المجالات والأنشطة.. وجدت أن من واجبى البحث وتقييم التجربة بموضوعية وصدق.
بالمتابعة والتقصى وجدت أنها ليست مجرد كيان ضخم يدير القنوات والمنصات، بل مؤسسة وطنية تعيد تشكيل الوعى وتصنع جيلًا جديدًا من المواهب المصرية فى شتى المجالات الدينية والفنية والرياضية والعلمية عبر مجموعة من البرامج، التى باتت حديث الجمهور ونوافذ حقيقية لاكتشاف الطاقات الكامنة لدى الشباب.
بدأت بمتابعة البرامج الدينية من خلال باقة من البرامج التى قدمتها على شاشات قنواتها، ولا أبالغ إذا قلت إن الشركة تعتبر منارًا للقيم والوسطية دون أى انحراف سلفى أو إخوانى، بل أظهرت صورة جديدة للداعية المصرى المعاصر.. عالم فى الدين قريب من الناس ويحمل خطابًا عقلانيًا راقيًا بعيدًا عن التطرف أو الجمود. هذه البرامج أعادت الثقة فى المحتوى الدينى المصرى وأتاحت الفرصة لظهور وجوه شابة واعية تحمل رسالة الأزهر الشريف بروح العصر.
وفى المجال الفنى كانت المنصات التابعة للشركة المتحدة هى المحطة الأولى لانطلاق العديد من المواهب التمثيلية والغنائية، من خلال المسلسلات الكبرى وبرامج المواهب والاختبارات الإنتاجية التى تفتح الباب أمام الشباب الموهوبين بعيدًا عن المحسوبيات.
الفن فى رؤية المتحدة ليس ترفيهًا فقط بل قوة ناعمة لبناء الوعى الوطنى، وهو ما ظهر بوضوح فى أعمالها الدرامية والوطنية، التى تجمع بين القيمة والمتعة وتحتضن جيلًا جديدًا من الفنانين.

وفى مجال الابتكار وريادة الأعمال تابعت بشغف برنامج شارك تانك Shark Tank Egypt، حيث وجدته نموذجًا فريدًا لربط الإعلام بالاقتصاد عبر منصة تتيح لرواد الأعمال عرض أفكارهم أمام المستثمرين مباشرة.. هذا البرنامج لم يكتفِ بالتسلية بل أصبح وسيلة ذكية فى كيفية تحويل الحلم إلى مشروع ناجح وخلق جيل من الشباب يؤمن بفكرة العمل والإنتاج لا الانتظار والاعتماد على الوظيفة.
أما فى المجال الرياضى فقد كانت تجربة كابيتانو مصر واحدة من أنجح مبادرات الشركة المتحدة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، حيث تم اكتشاف آلاف المواهب الكروية من القرى والنجوع المصرية وتدريبهم وفقًا لأحدث المعايير العالمية.
البرنامج لم يكن فقط رحلة بحث عن لاعب كرة أو سلة أو تنس طاولة بل مشروعًا قوميًا لإعادة بناء منظومة اكتشاف المواهب الرياضية التى افتقدتها مصر لسنوات طويلة.
فى رؤية وطنية شاملة وجدت هذه البرامج والمبادرات خيطًا واحدًا هو الإيمان العميق بقدرات المصريين وطاقاتهم الكامنة، وتأكيدًا أن الإعلام يمكن أن يكون شريكًا حقيقيًا فى التنمية لا مجرد وسيلة ترفيه.
لقد وضعت الشركة المتحدة نفسها فى موقع الريادة الإعلامية الوطنية، من خلال مشروع متكامل يربط بين الدين والإعلام والتعليم والثقافة والرياضة والاقتصاد، فى إطار رؤية تدعم الشباب وتؤمن بأن المستقبل لا يُصنع إلا بالعقول المصرية.