أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الجدل مجدداً بتصريح مفاجئ قال فيه إن هناك "دائماً فرصة" للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إشارة إلى إمكانية عودة قنوات الاتصال بين واشنطن وموسكو، رغم استمرار الحرب الروسية الأوكرانية منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وفي حديثه للصحفيين، أوضح ترامب أنه لا يستبعد اجتماعاً مستقبلياً مع بوتين "في الوقت المناسب"، مشيراً إلى أن "الخلافات لا يجب أن تمنع الحوار"، في تصريح يعكس رغبته في لعب دور الوسيط لإنهاء النزاع الذي أرهق العالم اقتصادياً وسياسياً.
ترامب: آن الأوان لوقف الحرب
وأكد ترامب أن أوكرانيا "خسرت كثيراً من الأرواح والأراضي"، داعياً إلى وقف القتال والتوصل إلى تسوية سياسية عاجلة.
كما انتقد استمرار بعض الدول الأوروبية في شراء النفط الروسي، واصفاً ذلك بأنه "أضعف الموقف الغربي وأطال أمد الحرب".
وأضاف: "أعتقد أن روسيا ستتوقف في النهاية، لكن الثمن سيكون باهظاً عليها"، في ما اعتبره مراقبون محاولة لتوجيه رسالة ضغط غير مباشرة إلى الكرملين بأن الحل السلمي بات الخيار الوحيد القابل للحياة.
الحرب الروسية الأوكرانية
بدأ النزاع الروسي الأوكراني عام 2014 بعد ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم، وتصاعد التوتر في الشرق الأوكراني بدعم موسكو لانفصاليين في دونيتسك ولوغانسك.
وفي فبراير 2022، شنّت روسيا ما وصفته بـ"العملية العسكرية الخاصة"، ما فتح فصلاً جديداً من المواجهة المسلحة بين الجانبين.
ومنذ ذلك الحين، تحولت الحرب إلى صراع طويل الأمد، خلّف مئات الآلاف من الضحايا، ودمّر البنية التحتية الأوكرانية، وأعاد رسم خريطة الأمن في أوروبا.
أهمية تصريحات ترامب
تصريحات ترامب تأتي في وقت حساس، بينما تسعى الإدارة الأمريكية الحالية إلى دعم كييف عسكرياً ومالياً، في ظل تراجع الحماس الشعبي الغربي للحرب.
ويرى محللون أن ترامب، الذي يسعى للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات 2026، يحاول تقديم نفسه كـ"رجل السلام" القادر على إنهاء الحرب بسرعة من خلال التفاوض المباشر مع بوتين.
ويعتبر البعض أن لقاءً محتملاً بين ترامب وبوتين، إن تم، قد يفتح الباب أمام تحول جذري في مسار الصراع، وربما بداية لمرحلة جديدة من التفاهمات الدولية.
طريق الحوار مع موسكو
بينما لا تزال المدافع تدوي في شرق أوكرانيا، تطرح تصريحات ترامب تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن الجديدة ستسلك طريق الحوار مع موسكو، أم أن الصراع سيظل مفتوحاً إلى أجل غير معلوم.
لكن المؤكد أن تصريحاته الأخيرة وضعت الحرب الروسية الأوكرانية مجدداً في قلب النقاش العالمي حول مستقبل الأمن الأوروبي.









0 تعليق