أمتطى صهوة الليل انطلاقًا للصباح
أُخرج الترياق من عُمق
الجراح
فى حقول الصبر تنمو أُمنياتى
أحبس الضيق اشتياقًا فى تباشير البراح
يرتوى من دمع قلبى الانتظار
هل سيأتى ذلك الذى أصبو إليه..؟
ربما..
بدأت تجاعيد السنين تزخرف الوجه الضحوك
وبدت كأنها ابنة السبعين
تلك التى بالأمس كانت تركض
خلف الفراشات المخبأ كحلها فى وشم كفيها الصغار
زرعت شمائل عشقها فى دفتر الشعر الملون بالبقاء
وتخاف من غيمٍ رمادى يكشِّر وجهه
نظرت إلى المرآة فاجأها المشيب
ووجهها
من هذه المرأة التى وقفت تبادلها الذهول
وقفت تحدق بارتباكٍ
مثلما الطفل الخجول؟
كانت تدقق فى ملامحها بدهشة سيدى يعقوب
إذ رأى الصدّيق بعد غيابه
بتجاهل ألقت إليها نظرتين وأكملت
غوص ببئر الذكريات
من هذه المتغربة عن نفسها
من يعتليها ألف تل من جليد
وأطالت النظرات سائلة بلا رد يجىء
أضغاث أحلام هنا
تتلى عليها أحجيات الأولين
آيات عشق سرمدى من تراث أحمق
ودقائق ساد السكوت فيها وانقطع الحديث
وقعت على أرض الهوى
تلك التحايا الآتيات بعدما رحلت قطارات الرجاء
فى رحاب الماضى طُفنا
عند أضرحة السنين
من دموعنا نسجنا الأربطة
كى نضمد الغياب
فى ثياب النوح نخفى كل أدعية الرجوع
قد سقينا ذلك الصبار تنهيدًا يسيل
من ضلوع شرَّختها ضغطة الأحزان
كل عام قد زرعناه سويًا ها هنا
قد ظنناه سيطرح أمنيات
ما علمنا أننا
قد دفنا العمر أجزاءََ شظايا
خادعتنا أوجه فوق المرايا
واغتربنا فى ابتسامات عذارى
لم يلامسها الضياء
تنكسر فوق الشفاه
واعتبرنا عمرنا
قصة سقطت فداستها الهموم
صفحة بيضاء تطويها الأيادى الآثمة
ساد صمت لجَّم الكلمات فى حلق العتاب
عائدون من الخضم
كلنا أبكم أصم
قد فقدنا كل آيات الهدى
لا نرى
غير أشبار قلائل فى المدى
أى تاريخ سنكتب لو تكبلت القلوب
أصبح القلمُ الرصاصَ
أى غد نرتجيه
لو يطاردنا القصاص
أى عيش نحتسيه فى حشا قد سمموه
صدقونى لا مناص
قد نطوف السبع أشواط لنروى شوقنا
هل نظل عند أضرحة السنين
إنما العمر تولى
تاركًا جرحًا دفينًا
