وفود الكونجرس.. والرئيس

وفد جديد من مجلس النواب الأمريكى، برئاسة النائب توم كول، زار القاهرة، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس السبت، بحضور الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين فى الخارج، وجرى خلال اللقاء استعراض الموقف الإقليمى الشامل، وما تشهده المنطقة من أزمات، وجهود مصر لتسويتها واحتوائها. وكالعادة، حرص أعضاء الوفد على الاستماع إلى رؤية الرئيس بشأن كيفية استعادة السلم والأمن بالإقليم، وتجنب توسع دائرة الصراع وتحوله إلى حرب إقليمية. 

ينتمى توم كول، Tom Cole، للحزب الجمهورى، ويشغل مقعده فى مجلس النواب الأمريكى، منذ يناير ٢٠١١، ووصفته مجلة «تايم» بأنه «أحد أكثر العقول ذكاءً» فى المجلس، كما قالت شبكة «نيوز ماكس»، سنة ٢٠١٦، إنه «العضو الأكثر اجتهادًا فى الكونجرس»، وحين صار الرئيس الثالث والأربعين للجنة المخصصات أو الاعتمادات، Appropriations Committee، بالمجلس، أصبح أول أمريكى أصلى، وأول مواطن من أوكلاهوما، يمسك بالمطرقة، و... و... ويفخر بأن والده الراحل، جون، خدم لمدة ٢٠ سنة فى القوات الجوية الأمريكية، وعمل لمدة عقدين إضافيين موظفًا مدنيًا فى قاعدة «تينكر» الجوية.

كنا قد أشرنا إلى أن الرئيس السيسى يحرص على استقبال وفود الكونجرس الأمريكى، للتشاور والتنسيق بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، إيمانًا بدور مجلسى النواب والشيوخ المحورى فى دفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. كما أوضحنا أن زيارات الوفود المتتالية لمصر، تعكس خصوصية العلاقات المصرية الأمريكية، وعُمق شراكتهما الاستراتيجية، وما يجمعهما من روابط وعلاقات تعاون وثيقة ومتشعبة. وهو ما عكسته، أيضًا، جولة الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى، التى استضافتها القاهرة، فى سبتمبر الماضى، وترأسها وزيرا خارجية البلدين، وجرى، فى إطارها، عقد اجتماع لمجموعة العمل الخاصة بالسياحة والآثار والتعليم العالى والتعليم والثقافة، ناقش أهمية تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، لتطوير هذه القطاعات الحيوية، واستعرض آفاق التعاون بين الجامعات فى كلا البلدين، وتناول سبل تعزيز التعاون الثقافى والتفاهم المشترك بين الشعبين المصرى والأمريكى.

المهم، هو أن الرئيس السيسى أوضح، لأعضاء وفد الكونجرس الجديد، المنتمين للحزبين الجمهورى والديمقراطى، خلال لقاء أمس، ضرورة وضع حد للحرب الدائرة فى غزة ولبنان، والمضى قدمًا، بقوة، فى مسار وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل فورى، وبكميات كبيرة، تكفى لإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة. كما أشار الرئيس إلى الجهود المصرية الأمريكية القطرية المشتركة، طوال الفترة الماضية، موضحًا أن الأمر يتطلب إرادة سياسية من جميع الأطراف، وضغوطًا مكثفة من المجتمع الدولى، لتحقيق تقدم ملموس يتيح استعادة الأمن وفتح الطريق للسلام. كما دار، أيضًا، حوار مفتوح بين الرئيس وأعضاء الوفد بشأن حل الدولتين، وفيه أكد الرئيس، مجددًا، أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، هى السبيل لنزع فتيل التوتر الإقليمى، وتعزيز مسار السلام والأمن الحقيقيين والمستدامين، بما يحقق مصالح جميع الشعوب فى المنطقة، ويمهد الطريق للاستقرار والتنمية والازدهار. 

نقاش مماثل أجراه الرئيس السيسى، أواخر أغسطس الماضى، مع وفد من ممثلى الحزبين الجمهورى والديمقراطى، بالكونجرس الأمريكى، ترأسته السيناتور جونى إرنست، التى ترأس لجنة السياسيات بالحزب الجمهورى، والتى كانت قد زارت مصر فى يناير الماضى، فى إطار جولة إقليمية بالمنطقة، قام بها أعضاء فى الكونجرس، استعرضوا خلالها الجهود، التى يبذلونها من أجل احتواء الأزمة المتفاقمة فى قطاع غزة، واستقبلهم الرئيس، كما استقبل، أيضًا، فى مارس الماضى، وفدًا من مجلس النواب، برئاسة أوجست فلوجر، رئيس اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب، واستقبل، كذلك، أواخر مايو الماضى، وفدًا ترأسّه السيناتور جيرى موران، عضو لجنة المخصصات، أو الاعتمادات، بمجلس الشيوخ.

.. وتبقى الإشارة إلى أن أعضاء وفد الكونجرس الأمريكى الجديد، أكدوا اعتزازهم وبلادهم بالشراكة الاستراتيجية الراسخة مع مصر، مثمنين جهود الدولة المصرية، والرئيس السيسى، المتواصلة لإرساء السلام والاستقرار، مؤكدين دعم الولايات المتحدة لمصر، وحرصها على استمرار التشاور والتنسيق المشترك فى مختلف الملفات، بما يصب فى صالح السلم والأمن على المستويين الإقليمى والدولى.