"الهلال الأحمر" على أهبة الاستعدادات للتعامل مع أي طارئ خلال الشتاء (خاص)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قالت الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، إن الهلال الأحمر يلعب دورا محوريا ومهما في إدارة الأزمات والكوارث داخل مصر، إذ يعد الجهاز المساند الأول للدولة والسلطات المصرية في مختلف الأوقات الحرجة، مشيرة إلى أن الهلال لا ينتظر وقوع الأزمة بل يعمل دائما على الاستعداد المسبق والتأهب الكامل للتعامل مع أي طارئ من خلال خطة متكاملة تشمل التدريب، والتجهيز، والرصد، والتنسيق.

جهود الهلال الأحمر

وأشارت "إمام"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إلى أن الهلال الأحمر المصري يعتمد في عمله على منظومة متكاملة تبدأ من حشد المتطوعين وتدريبهم وتأهيلهم على أعلى مستوى لمواجهة مختلف أنواع الأزمات والكوارث، سواء كانت طبيعية أو بشرية، كما يتم رصد التطورات والأحداث على مدار الساعة من خلال غرفة العمليات المركزية التي تعمل كنظام إنذار مبكر، ترصد أي مؤشرات أو مستجدات قد تنذر بوقوع أزمة لتكون فرق التدخل السريع جاهزة في الوقت المناسب.

وأضافت أن الغرفة المركزية للهلال الأحمر المصري لا تتوقف عن العمل، حيث تعمل على مدار 24 ساعة بالتنسيق الكامل مع لجنة الأزمات والكوارث التابعة لمجلس الوزراء، وكذلك مع مختلف الأجهزة والجهات التنفيذية في الدولة لضمان سرعة الاستجابة وتقديم المساعدات في الوقت والمكان المناسبين.

ولفت إلى أن الهلال الأحمر المصري يمتلك أسطولا مركزيا ضخما يشمل سيارات التدخل السريع، وسيارات الدفع الرباعي، إلى جانب سيارات الإسعاف الطبية المجهزة والمستخدمة في عمليات الإغاثة والإنقاذ، وهو ما يتيح للهلال التحرك بسرعة في المناطق المتضررة والوصول إلى الأماكن النائية التي قد يصعب الوصول إليها بالطرق العادية.

ونوهت بأن الهلال الأحمر المصري لم يقتصر دوره على التعامل مع الأزمات بعد وقوعها، بل يمتد إلى مرحلة ما قبل الأزمة من خلال العمل على الحد من المخاطر، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية الاستعداد والتأهب، وتنظيم تدريبات ميدانية منتظمة للمجتمعات المحلية بما يعزز من قدرة المواطنين على مواجهة الطوارئ وتقليل آثارها.

وأضافت أن السنوات الأخيرة شهدت العديد من المواقف التي أثبت فيها الهلال الأحمر المصري قدرته الفائقة على إدارة الأزمات بفاعلية منها مواجهة التغيرات المناخية والتقلبات الجوية الشديدة التي شهدتها مصر مثل موجات السيول التي ضربت محافظات مختلفة، وكان من أبرزها سيول الإسكندرية وأسوان.

وقالت إن فرق الهلال الأحمر المصري المدربة شاركت في أعمال الإنقاذ والإغاثة العاجلة في تلك الأزمات، حيث تم الدفع بفرق ميدانية مجهزة بسيارات الدفع الرباعي والمعدات اللازمة للوصول إلى المناطق المنكوبة وتقديم الدعم اللازم للسكان، سواء من خلال توزيع المساعدات الغذائية والإغاثية، أو من خلال المساهمة في إنقاذ المتضررين وتقديم الإسعافات الأولية.

وأضافت أن هذه الجهود لم تكن لتتحقق لولا شبكة المتطوعين الواسعة التي يمتلكها الهلال الأحمر المصري، والتي تعد واحدة من أكبر الشبكات الإنسانية في المنطقة العربية إذ تضم أكثر من 35 ألف متطوع ومتطوعة من مختلف المحافظات جميعهم مدربون ومؤهلون للمشاركة في الأعمال الميدانية ويعملون بروح التضامن والمسؤولية الإنسانية.

ولفتت إلى أن الهلال الأحمر المصري يحرص دائما على دعم متطوعيه وتأهيلهم من خلال برامج تدريبية متخصصة تشمل الإسعافات الأولية، وإدارة الكوارث، والحد من المخاطر، والتعامل النفسي مع المتضررين، وهو ما يجعل فرق الهلال قادرة على التدخل في مختلف المواقف الصعبة بكفاءة عالية.

وأشارت إلى أن فرق الهلال الأحمر المصري خلال الأيام القليلة الماضية كانت متواجدة داخل القرى التي غمرتها مياه نهر النيل في محافظة المنوفية؛ حيث لم يتردد المتطوعون في النزول إلى الميدان واستقلال المراكب للوصول إلى الأهالي المتضررين وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لهم، سواء من مواد غذائية أو بطاطين أو خدمات طبية عاجلة.

وأوضحت أن هذا المشهد يجسد المعنى الحقيقي للرسالة الإنسانية التي يحملها الهلال الأحمر المصري الذي لا يعرف التردد في تلبية نداء الواجب، ولا ينتظر دعوة رسمية للتحرك، بل يبادر دائما بالوجود في قلب الحدث ليكون من أوائل الداعمين والمتواجدين في الميدان.

ونوهت بأن الهلال الأحمر المصري أصبح اليوم نموذجا يحتذى به في العمل الإنساني والتطوعي، ليس فقط داخل مصر بل في المنطقة كلها بفضل ما يمتلكه من بنية تنظيمية قوية وشبكة واسعة من المتطوعين، وتجهيزات متطورة، وتاريخ طويل من العمل الميداني في مواجهة الكوارث والأزمات.

وقالت إن الهلال الأحمر المصري سيظل دائما على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم والإغاثة لكل محتاج في أي وقت وأي مكان داخل مصر وأن هدفه الأساسي هو حماية الأرواح وتخفيف المعاناة، مشددة على أن التعاون بين الهلال الأحمر والجهات الرسمية والمجتمع المدني هو السبيل الأمثل لبناء مجتمع قادر على الصمود في مواجهة الأزمات والتحديات المختلفة.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق