في خطوة غير متوقعة أثارت جدلاً واسعًا على الساحة الدولية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لن يشارك في قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في جنوب أفريقيا يومي 22 و23 نوفمبر، مشيرًا إلى أن الظروف السياسية والاجتماعية في البلاد لا تستدعي حضوره أو تمثيل الولايات المتحدة في هذا المحفل الاقتصادي العالمي.
قرار مفاجئ يربك التحضيرات الدولية
جاء إعلان ترامب خلال كلمته في منتدى الأعمال الأمريكي بمدينة ميامي، حيث أكد أن جنوب أفريقيا "لا تستحق أن تكون ضمن الدول الأعضاء في مجموعة العشرين"، في إشارة واضحة إلى عدم رضاه عن مواقفها السياسية الأخيرة. هذا القرار المفاجئ وضع منظمي القمة أمام تحدٍ دبلوماسي، خصوصًا أن الولايات المتحدة تعد أحد أبرز الأعضاء المؤثرين في المجموعة، وتمثل قوة اقتصادية وسياسية لا يمكن تجاهلها في أي نقاشات دولية.
خلفيات التوتر بين واشنطن وبريتوريا
وترتبط تصريحات ترامب الأخيرة بتصاعد حدة التوترات بين واشنطن وجنوب أفريقيا، بعد الدعوى القضائية التي تقدمت بها بريتوريا أمام محكمة العدل الدولية ضد "إسرائيل"، متهمة إياها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.
هذا التحرك القانوني أثار انزعاج الإدارة الأمريكية، التي اعتبرته تصعيدًا دبلوماسيًا في غير محله، وعبّرت عن قلقها من تداعياته على العلاقات الثنائية.
اتهامات متبادلة وتصريحات مثيرة للجدل
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يوجه فيها ترامب انتقادات حادة لحكومة جنوب أفريقيا؛ ففي مايو الماضي، وخلال استقبال الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا في البيت الأبيض، اتهم ترامب الحكومة بعدم حماية السكان البيض من جرائم العنف.
تصريحات اعتبرها رامافوزا مسيئة، مؤكدًا أن بلاده تكافح الجريمة بشتى أشكالها دون تمييز أو استهداف لفئة محددة.
انعكاسات سياسية على مجموعة العشرين
الانسحاب الأمريكي المتوقع من القمة يعكس حالة من الانقسام داخل أروقة مجموعة العشرين، خصوصًا بعد أن قاطع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سابقًا اجتماع وزراء الخارجية الذي عقد في جنوب أفريقيا، احتجاجًا على سياساتها خلال رئاستها الدورية للمجموعة الممتدة من ديسمبر 2024 حتى نوفمبر 2025.
مجموعة العشرين.. منصة للاقتصاد العالمي
تُعد مجموعة العشرين من أبرز المنتديات الاقتصادية الدولية، إذ تجمع أكبر 20 اقتصادًا عالميًا تمثل نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي و60% من سكان العالم.
وتضم دولًا كبرى مثل الصين، الولايات المتحدة، ألمانيا، فرنسا، السعودية، وروسيا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن يثير غياب ترامب عن القمة تساؤلات واسعة حول مستقبل الدور الأمريكي في رسم السياسات الاقتصادية العالمية.













0 تعليق