قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار، إن افتتاح المتحف المصري الكبير شكّل لحظة فارقة في تاريخ مصر الحديث، مشيرًا إلى أن اليوم الأول للفتح الرسمي للجمهور شهد حضورًا جماهيريًا ضخمًا بلغ نحو 20 ألف زائر من مختلف الجنسيات، في مشهد يعكس انبهار العالم بالحضارة المصرية.
وأضاف "وزيري" في مداخلة لبرنامج "اليوم" المُذاع على قناة "dmc" أن الزوار تنوعوا بين مصريين وأجانب من أمريكا، أوروبا، آسيا، وأفريقيا، مؤكدًا أن الجميع أبدى إعجابه الشديد بطريقة العرض الحديثة التي وصفها بـ"المبهرة"، خاصة في جناح الملك الذهبي توت عنخ آمون، الذي يُعرض لأول مرة بشكل كامل بأكثر من 5 آلاف قطعة أثرية.
وأوضح أن مجموعة توت عنخ آمون، التي طالما أبهرت العالم، ظهرت هذه المرة بشكل غير مسبوق، حيث شعر الزوار وكأنهم يرونها للمرة الأولى، رغم أن بعضهم سبق له زيارتها في المتحف المصري القديم.
وأشار إلى أن القناع الذهبي وحده يحتوي على ما يقرب من 11 كيلو ذهب، إلى جانب الأحجار الكريمة التي تزين مقتنياته، مثل الفيروز، العقيق، واللازورد.
وتحدث "وزيري" عن تفاصيل المقبرة الملكية التي اكتُشفت في وادي الملوك، والتي تُعد الوحيدة التي لم تُنهب أو تُمس، مما جعلها كنزًا أثريًا فريدًا، يعكس براعة المصري القديم في التصميم والنقش والتزيين.
وأكد أن مصر كانت وما زالت بلد الخيرات، حيث توفرت فيها المعادن النفيسة والأحجار الكريمة منذ آلاف السنين، وهو ما يظهر جليًا في مقتنيات الملك توت عنخ آمون، مثل الصنادل الذهبية، العرش الملكي، الخناجر، والتماثيل المذهبة، التي تعكس ذروة الحرفية والدقة في الصناعة.
وأكد أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو تجربة حضارية متكاملة، تجمع بين التاريخ والتكنولوجيا، وتُعيد تقديم الحضارة المصرية للعالم بأسلوب يليق بعظمتها.










0 تعليق