"آلاء" حوّلت "حبّة الغلة" من أداة موت إلى ابتكار ينقذ الأرواح ويحمي الزراعة

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رغم صِغر سنّها، استطاعت الطالبة آلاء عماد فؤاد، ابنة محافظة المنوفية، أن تحجز لنفسها مكانًا بين العقول اللامعة في العالم. فبجهدٍ علمي رصين، ومثابرةٍ لا تعرف الكلل، حصدت المركز الثاني في مسابقة إيسيف ٢٠٢٥ العالمية في مجال العلوم، عن مشروع طموح يسعى إلى تحويل "حبّة الغلة" القاتلة إلى وسيلة آمنة وفعّالة لمكافحة الآفات الزراعية دون أن تشكّل خطرًا على الإنسان.

آلاء، خريجة مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بمحافظة الغربية (مدرسة «ستيم الغربية»)، تروي في حديثها لـ«البوابة نيوز» تفاصيل تجربتها العلمية التي بدأت من فكرة إنسانية قبل أن تكون بحثًا علميًا. تقول:

"كنتُ أتابع أخبار حوادث الانتحار التي تتم باستخدام حبّة الغلة، وتألمت لفكرة أن مادة تُستخدم لحماية المحاصيل قد تتحوّل إلى أداة موت للبشر. ومن هنا بدأت رحلتي لتغيير هذا الواقع."

اليوم، تدرس آلاء في الفرقة الأولى بكلية العلاج الطبيعي بإحدى جامعات القاهرة، لكنها لا تزال مخلصة لمشروعها العلمي الذي أثار إعجاب لجان التحكيم الدولية.

 

من فكرة إلى إنجاز علمي

تشرح آلاء مشروعها قائلة: "عملت على تطوير استخدام حبة الغلة، وهي أقراص فوسفيد الألومنيوم التي يستعملها الفلاحون لحفظ الغلال من الحشرات، وذلك عبر استخلاص مادة طبيعية من بعض النباتات، لتُشكّل طبقة خارجية تغلف تلك الأقراص وتمنع تفاعلها السام عند ملامستها للهواء أو الرطوبة، مما يجعلها آمنة على البشر، وفي الوقت نفسه تظل فعالة كمبيد للآفات الزراعية."

وتشير إلى أن التجارب التي أجرتها أثبتت نجاحًا مذهلًا، إذ تمكّن المشروع من منع حالات التسمم بنسبة ٩٩٪، مع الاحتفاظ بفعاليته بنسبة ٩٨٪ كمبيد حشري.

 

إنقاذ الأرواح وحماية البيئة

توضح آلاء أن الهدف من المشروع لا يقتصر على حماية الأرواح فحسب، بل يتعدّاه إلى الحفاظ على البيئة والصحة العامة. فغاز فوسفيد الألومنيوم السام لا يهدد المنتحر فقط، بل قد يعرّض أسرته والمحيطين به للخطر عند استنشاقه. وبالتالي فإن تقليل هذه الحوادث ينعكس إيجابًا على المجتمع والبيئة معًا.

بين الأمان والفعالية
يوازن المشروع بين هدفين حاسمين: تقليل حالات الانتحار والحفاظ على فاعلية المبيد الزراعي، بما يسهم في دعم الأمن الغذائي وتقليل خسائر المحاصيل الناتجة عن الآفات.

 

رحلة إنجازات متواصلة
لم يكن فوز آلاء في مسابقة إيسيف ٢٠٢٥ هو إنجازها الوحيد. فقد سبق لها أن حصلت على المركز الثالث في المسابقة نفسها عام ٢٠٢٤ في مجال الكيمياء، كما نالت المركز الثاني في مسابقة العلوم في دقيقة فرع الكيمياء، والمركز الخامس على مستوى الجمهورية في مسابقة الكتابة العلمية لطلاب مدارس المتفوقين.

ولم يتوقف التكريم عند هذا الحد، إذ حصلت على دعم مالي من برنامج "آي كلوب" بقيمة عشرة آلاف جنيه، ومنحة أخرى من مؤسسة مصر الخير بقيمة ستة آلاف وسبعمائة جنيه. كما كُرّمت من الجمعية اليابانية لتعزيز العلوم، وقُبلت ضمن منحة إبهار مصر كواحدة من أفضل ثلاثة مشروعات على مستوى الجمهورية.

اختيرت آلاء ممثلة لمصر في المؤتمر الدولي السادس عشر بكلية الهندسة بجامعة الأزهر، كما تم ترشيحها للمشاركة في مسابقة أوكس برايت ٢٠٢٤ لكتابة مقال عن فكرتها وابتكارها العلمي.

تختم آلاء حديثها بابتسامة واثقة قائلة: "رسالتي أن يكون العلم في خدمة الإنسان، وأن نستخدم المعرفة لحماية الحياة، لا لإنهائها. حلمي أن يتحول مشروعي إلى منتج واقعي يُنقذ آلاف الأرواح حول العالم".

5aa4c4224b.jpg
7520a2183e.jpg
9b0cee7844.jpg
4a99f04499.jpg
b382367dc8.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق