النعمة قد تفتن صاحبها.. خالد الجندي يحذر من الغفلة عن الآخرة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شرح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، التصوير القرآني الفريد لقصة صاحب الجنتين الواردة في سورة الكهف، مؤكدًا أن القرآن الكريم يرسم مشهدًا دقيقًا لحالة الإنسان حين تفتنه النعمة ويغفل عن رقابة الله.

وقال "الجندي" خلال تقديم برنامج "لعلهم يفقهون" المُذاع على قناة "dmc"  إن الآية: "أنا أكثر منك مالًا وأعز نفرًا" تمثل بداية التفاخر، حيث تسير "الكاميرا القرآنية" خلف صاحب الجنتين، لتكشف أنه لا يدرك أنه مُراقب من الله، كما لا يشعر بظلمه لنفسه، وهو يدخل جنته في حالة من الغرور والغفلة، مستشهدًا بقوله تعالى: "ودخل جنته وهو ظالم لنفسه".

وأضاف أن صاحب الجنتين لم يكتف بالتفاخر، بل تصاعد به الكفر تدريجيًا، حين قال: "ما أظن أن تبيد هذه أبدًا"، ثم أنكر يوم القيامة بقوله: "وما أظن الساعة قائمة"، وهو ما اعتبره الشيخ الجندي قمة التجاوز، حيث وضع نفسه ندًا لله، واعتقد أن النعمة التي بين يديه هى من صنعه، وليست من فضل الله.

وأشار إلى أن هذا التصوير القرآني يكشف كيف أن التعلق بالدنيا والانغماس في النعمة العاجلة يُنسي الإنسان النعمة الأجلة، ويغيب عنه حساب الآخرة، مستشهدًا بقوله تعالى: "كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة".

وأوضح "الجندي" أن صاحب الجنتين ارتكب عدة أخطاء متتالية: أولها التكبر على صاحبه، ثم الاعتقاد بأن النعمة أبدية، ثم الوصول إلى مرحلة الاستحقاق الزائف، حيث قال: "ولئن رُددتُّ إلى ربي لأجدنَّ خيرًا منها منقلبًا" وهى عبارة تكشف أنه كان مؤمنًا في الأصل، لكنه طغى وتجبر، فكانت النعمة سببًا في فساده، كما قال الله تعالى: "ومن عبادي من لو أغنيته لفسد".

وأكد "الجندي" أن ما يرفع الإنسان ليس كثرة المال أو الجاه، بل الإيمان بالله، وعدم الافتتان بزينة الدنيا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق