مصر جاءت وجاء من بعدها التاريخ، مصر "اللي من غيرها ميزان الكون يختل"، مصر أول حضارة في التاريخ الإنساني، وقت ما كان العالم بيعيش تايه في الغابة.. مصر كانت دولة وليها راية فوق أعلي سحابة"، كما وصفها حسين السيد.
مصر درة التاج التي تبعث حضارتها القديمة التي شيدها الأجداد وتمتد بأيادي وسواعد الأحفاد، في حدث هو الأضخم في القرن العشرين.
مشاعر الفخر والعزة والشموخ التي توقدت في نفوس المصريين بكافة أطيافهم وأعمارهم وطبقاتهم الاجتماعية، لحظات يسجلها التاريخ، خاصة مع مشاركة أبناء المنطقة العربية فخر الانتماء لبقعة من العالم يجاورون فيها مصر، يفخرون بالمنجز الأبرز في المشهد الثقافي الحضاري العالمي.
وفي هذه السطور، يشارك الشعب المصري كتاب ومثقفين عرب، فرحتهم في تصريحات خاصة لـ"الدستور".
الروائي الكويتي عبد الوهاب الحمادي: المتحف المصري الكبير الخطوة الأولي لتدشين مصر وجهة سياحية عالمية
قال الروائي الكويتي عبد الوهاب الحمادي: "مصر غنية عن التعريف، بوصفها أكبر متحف مفتوح في العالم، وهو الأمر المعروف وشائع، وافتتاح المتحف المصري الكبير هو الخطوة الأولي لتدشين مصر كوجهة سياحية عالمية؛ لأن مصر معروفة على صعيد الآثار المصرية القديمة، خاصة أهرامات الجيزة وأبو الهول، ناهيك عن آثار الأقصر وأسوان.
واستدرك "الحمادي": "ولكن الثروة المصرية الحقيقية والثرية، في أماكن كثيرة، مثل القاهرة الفاطمية والمملوكية، فهذا كنز كبير جدًا يمتد إلى الإسكندرية وبعض مناطق الصعيد، فهذا كنز كبير جدًا، أتمني من المسئولين عن السياحة والثقافة في مصرالتركيز علي هذا الأمر، زائد التركيز على كنز مصر الآخر وهو أدباء مصر وفنانيها".
الروائي العراقي أزهر جرجيس: مكسب للثقافة الإنسانية جمعاء
وبدوره قال الروائي العراقي، أزهر جرجيس: المتحف المصري الكبير ليس صرحًا أثريًا جديدًا يُضاف إلى لائحة الصروح المصرية العظيمة وحسب، بل هو إعلان عن ميلاد وعي ثقافي يعيد صياغة المفاهيم ويؤسس لعلاقة متينة بين الماضي والمستقبل.
وأضاف: "إن جمع ذاكرة مصر الفرعونية في فضاء معماري حديث على مشارف إهراماتها الخالدة، يرمز إلى مصالحة طال انتظارها بين الحلم القديم وأنوار الحداثة، غير أن هذا الصرح العملاق، وإن بنته الأيادي المصرية، إلا أنه لن يكون لمصر وحدها، بل هو مكسب للثقافة الإنسانية جمعاء؛ ذلك لأنه يضع الذاكرة في قلب الحاضر، ويثبت أن التراث حين يُحفظ بفن وتقانة، يصبح طاقة مستقبل لا بقايا ماض".
الروائي اليمني الغربي عمران: شكرًا لمصر قيادة وشعب شكرًا لمن خلف هذا الإنجاز الكبير
ومن جانبه يري الروائي اليمني الغربي عمران، أن "المتحف المصري الكبير حدث تطلب سنوات من البناء والتجهيز والإعداد لنعيش ويعيش العالم هذا الحدث العالمي الكبير، فشكرًا لمصر قيادة وشعب شكرًا لمن خلف هذا الإنجاز الكبير".
وأضاف: "في زيارتي لمصر أحرص على التجوال من أسوان والأقصر إلى واحة سيوة.. ومن الأهرامات إلى مجمع الأديان وآثار ومتاحف الإسكندرية والقاهرة.. ما في ربوع مصر من عظمة وتحضر ما يمنحنا الإلهام لنبدع نحن الكتاب وجميع من يبدع فنا.. فحضارة مصر هي حضارتنا نحن بني الإنسان، والمتحف المصري الكبير خطوة عظيمة لوضع مصر في وضعها العالمي الطبيعي كقبلة لروعة الإنسان وإنجازه وتكريمًا لقيم مصر وآثارها الفريدة كمًا وكيفًا".
وشدد "عمران" على: "أنني لفي شدة السعادة أن يتزامن هذا الحدث لإنجاز معجزة وأنا في مصر، وأرى أن الغد أكثر بهاء وجمال وعظمة في مصر جوهرة الأقاليم والقارات موقعًا وأثار وخلق إنساني.. شكرًا روح الإنسانية مصر من تهبي لنا مشاعر من الصعب وصفها.. شكرًا أم الدنيا وعراقتها الأبدية".
الإعلامي السوري خالد سرحان: تسعة أعشار العظمة تسكن في مصر
وقال الإعلامي السوري خالد سرحان: "تسعة أعشار العظمة تسكن في مصر، والعشر الأخير يطوف العالم نهارًا ثم يعود ليبيت ليلته في مصر، وإن سألوك عن عظمة الماضي والحاضر والمستقبل فقل لهم إنها أرض الكنانة أرض خير أجناد الأرض في البدء كانت مصر ثم كان العالم".
الكاتب الأردني مهند عميرة: المتحف لا يروي قصة الماضي فقط بل يفتح أفقًا جديدًا لحوار الحضارات
بينما يري الكاتب الأردني مهند عميرة، أن افتتاح المتحف المصري الكبير: "لحظة استثنائية في الوعي الثقافي والإنساني والحضاري، ليس لمصر وحدها، بل للعالم بأسره، فهذا الصرح العملاق لا يجمع بين جدرانه كنوز الحضارة المصرية القديمة فحسب، بل يجسد أيضًا إرادة المصريين في صون تراثهم وتقديمه بروح العصر، إن المتحف لا يروي قصة الماضي فقط، بل يفتح أفقًا جديدًا لحوار الحضارات، حيث تمتد يد التاريخ لتصافح المستقبل".
وأضاف: "أهنئ الشعب المصري والعالم بهذه المناسبة التي تؤكد أن الثقافة هي الطريق الأجمل نحو التنمية والسلام، وآمل أن أرى أثر هذا الافتتاح يمتد على الدول المجاورة فيشجعها على الاحتفاء بتاريخها العريق، وليس هذا غريبًا على مصر التي اعتادت أن تأخذ الريادة فتتبعها دول المنطقة".
الكاتبة التونسية حياة الرايس: مصر لم تقبل بالقطيعة المعرفية باسم الدين
ومن ناحيتها، قالت الكاتبة التونسية حياة الرايس: "مصر كسبت الرهان الحضاري على مدى القرون ولم تتنكر لتاريخها الفرعوني ولم تنسلخ عنه كما أراد البعض لها، ولم تقبل بالقطيعة الحضارية باسم الدين والفتوحات... قبلتها وانصهرت معها وذلك سرّ قوتها، فألف مبروك لمصر".















0 تعليق