البابا تواضروس: التراث القبطي واسع وعميق وما زال حيًا حتى اليوم

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريررك الكرازة المرقسية، عندما نقرأ التاريخ نكتشف أن المصريين منذ العصور الفرعونية عاشوا جميعًا حول نهر النيل، وعندما دخلت المسيحية إلى مصر وتأسست الكنيسة القبطية، ظلّ المصريون يعيشون على ضفاف النيل، وكذلك عندما دخل الإسلام في القرن السابع الميلادي.

وأضاف بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال تصريحات إعلامية لقداسته وقامت بنشرها الصفحة الرسمية لمجلس الكنائس العالمي منذ قليل، بان النيل هو مصدر الحياة لنا جميعًا، ومن هنا وُلدت رابطة وطنية وإنسانية عميقة بين أبناء الشعب الواحد، أستطيع أن أصفها بأنها خيط ثلاثي الأركان يجمع بين الإنسان المصري، والأرض التي يأكل منها، والنيل الذي يشرب منه، هذا الثالوث جعل المصريين مرتبطين ارتباطًا قويًا بوطنهم وببعضهم البعض حتى يومنا هذا، ومن اللافت أن امتلاك بيت على النيل يُعتبر إلى اليوم رمزًا للوجاهة والمكانة، لأن النيل هو الذي يمنحنا الحياة.

واستطرد البابا تواضروس الثاني، لدينا علاقات طيبة جدًا مع إخوتنا المسلمين، وتظهر هذه العلاقات في مختلف مناحي الحياة، لأن المجتمع المصري غير منفصل؛ فنحن نعيش معًا في المدارس والجامعات والشوارع والمستشفيات، ولا يمكن تمييز المسيحي عن المسلم إلا عندما يدخل هذا إلى المسجد وذاك إلى الكنيسة.

وتابع بابا الإسكندرية: كما يوجد في مصر كيان يُسمى "بيت العائلة"، يضم ممثلين عن الكنيسة والأزهر الشريف، ويهدف إلى تعزيز هذه الوحدة الوطنية، ويعمل هذا الكيان من خلال لجان متخصصة في مجالات الشباب والمرأة والطفولة، لتقوية الروابط المجتمعية ونشر ثقافة العيش المشترك.

الحفاظ على التراث القبطي العريق

واشار قداسة البابا تواضروس الثاني، إلي ان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تُعد من أقدم كنائس العالم، إذ يمتد تاريخها لأكثر من ألفي عام. وإذا قرأت في سفر إشعياء بالعهد القديم، الأصحاح التاسع عشر، ستجد الآية: “مبارك شعبي مصر” في ختامه، وتقول بدايته: “في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تخمها”.

وتابع البابا تواضروس الثاني: هذا المذبح المسيحي قائم بالفعل في دير المحرق بأسيوط، ويمكن للجميع زيارته، أما عبارة" العمود عند تخمها" فتشير إلى القديس مرقس الرسول، لأنه جاء إلى مصر من الغرب، من ليبيا تحديدًا، وهو ما يفسر تنوّع التراث القبطي في اللغة والفنون والآداب والأيقونات والموسيقى والعمارة وسائر أشكال الإبداع الكنسي.

وكشف البابا تواضروس، بان التراث القبطي واسع وعميق، والأهم من ذلك أنه ما زال حيًا حتى اليوم، فنحن نستخدم نفس الألحان والموسيقى التي استخدمها أجدادنا قبل ألفي عام، ونقرأ باللغة القبطية التي تحدّث بها آباء الكنيسة الأوائل في القرون الأولى، ونحافظ على روح هذا التراث بكل تفاصيله.

أخبار ذات صلة

0 تعليق