فى محافظة المنوفية، نجحت مجموعة من السيدات والفتيات بقرية جروان، التابعة لمركز الباجور، فى تأسيس أول فريق نسائى لتوثيق تراث الريف المصرى من خلال فن الحكى، ضمن مبادرة «حكايات بلدنا» التى أطلقتها الباحثة فى التراث الشعبى آيات عبدالدايم، بهدف الحفاظ على الذاكرة الثقافية للقرى المصرية وإتاحة مساحة آمنة للتعبير الثقافى والفنى للنساء.
قالت آيات عبدالدايم، لـ«الدستور»، إن فكرة المبادرة جاءت بسبب إيمانها بضرورة إنقاذ ما تبقى من التراث الشعبى فى قرى الدلتا: «التراث فى قرانا ليس مجرد ماضٍ، بل هو حياة كاملة، فيها وجدان الناس وبساطتهم، والأغانى التى تخرج من القلب دون تكلف».
وأضافت: «لاحظت أن معظم الدراسات الأكاديمية والجهود الثقافية تركز على الصعيد وسيناء والوادى الجديد، بينما ظلت الدلتا بكل ما تملكه من تنوع ثقافى خارج دائرة الضوء، فكان لا بد من أن نبدأ من هنا.. من جروان».
وأوضحت: «من خلال (مركز جروان للثقافة والفنون)، الذى أنشأته بإمكانات بسيطة داخل القرية مع بعض المهتمين بالشأن الثقافى بالقرية، أطلقنا أول ورشة بعنوان (أفراح جروان)، جمعت فيها عشر سيدات وفتيات من أجيال مختلفة، اجتمعن على مدار ثلاثة أشهر لتعلم فنون الحكى وتوثيق طقوس الأفراح القديمة التى كانت الجدات يروينها، واستعادة الأغانى والزغاريد والعادات الريفية التى كادت أن تندثر».
وتابعت: «كان الهدف أن نصنع مساحة آمنة للنساء، يتحدثن فيها عن ذاكرتهن الجمعية بلا خجل ولا قيود. الحكى هنا ليس ترفًا، بل فعل مقاومة ضد النسيان». وخلال الورشة التى قادتها مدربة الحكى يسرا عبدالفتاح، جمعت المشاركات ١٢ حكاية عن طقوس الفرح الريفى، من الخطبة إلى الصباحية، مصحوبة بأغانٍ تراثية أدتها حافظات التراث منيرة عمارة وسمرة عبدربه، واختتمت التجربة بعرض فنى أمام الجمهور حمل الاسم نفسه «أفراح جروان»، واستضافه مركز بساط الثقافى بالقاهرة. وذكرت آيات: «عندما شاهدت سيدات قريتى يقفن على المسرح ويحكين بثقة أمام جمهور لأول مرة، شعرت بأننا نحقق شيئًا أكبر من عرض فنى.. كأننا نعيد الحياة لذاكرتنا الجمعية». وشارك فى العرض كل من: رجاء أبوحسين وشيماء طه ودعاء طه ومها فاروق ومشيرة نصار وآلاء عبدالدايم وريهام الدويك، إلى جانب حافظات التراث اللواتى قدّمن الأغانى الريفية القديمة على إيقاع الطبلة فقط، كما كانت تُقام الأفراح فى الماضى.
وقالت: «أتمنى أن تتكرر تجربة (أفراح جروان) فى كل قرى مصر، لأن التراث هو صمام الأمان للهوية، وإذا لم نحكِ حكايتنا بأنفسنا، سيحكيها الآخرون بطريقتهم.. وربما ينسون أجمل ما فينا».















0 تعليق