تتسارع التطورات في الساحة اللبنانية الإسرائيلية مع اقتراب الوضع من مرحلة حرجة قد تفتح الباب أمام مواجهة أوسع بين تل أبيب وحزب الله.
فقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، رغم امتناعه حتى الآن عن تنفيذ ضربات داخل بيروت، يعتبر أنه "لن يكون هناك مكان محصن إذا استمر حزب الله بتعزيز قدراته العسكرية".
توسيع العمليات الإسرائيلية
وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بدورها أن قادة في الجيش حذروا من أن الحزب يكثف جهوده لإعادة بناء قواته بعد الضربات التي تلقاها خلال الأسابيع الماضية، وهو ما قد يدفع إسرائيل إلى توسيع عملياتها الهجومية.
ووفق التقديرات الإسرائيلية، فإن نشاط حزب الله يتركز في الوقت الراهن شمال نهر الليطاني، إلا أن استمرار تحركاته بهذا النطاق قد يُمهّد لتصعيد جديد في الجنوب.
وتشير التقارير الاستخباراتية الإسرائيلية إلى أن الحزب يعمل على تعزيز قدراته العسكرية ومكانته السياسية في لبنان، وقد تم تقديم معلومات بهذا الشأن إلى الإدارة الأمريكية وإلى الأطراف الدولية المعنية بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
الجيش اللبناني
في المقابل، تتهم تل أبيب الجيش اللبناني بعدم اتخاذ خطوات فعالة للحد من تحركات حزب الله أو منعه من إعادة بناء ترسانته، معتبرة أن هذا التراخي قد يهدد الاستقرار الداخلي اللبناني.
وفي واشنطن، أعرب المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان، توم باراك، عن قلقه من بطء عملية نزع سلاح الحزب، داعيا إلى حصر السلاح بيد الحكومة اللبنانية، وهو الموقف ذاته الذي تدعمه إسرائيل بقوة.
ورغم استمرار الهدوء النسبي على الحدود الشمالية، كثف الجيش الإسرائيلي عملياته في جنوب لبنان، مستهدفًا مواقع يصفها بأنها "تابعة لعناصر إرهابية".
وتبرر إسرائيل هذا التصعيد بأنه رد على ما تعتبره خروقات من جانب حزب الله للاتفاقات الأمنية السابقة، بينما تحذر من أن الفشل في نزع سلاح الحزب قد يعيد المنطقة إلى أجواء حرب مفتوحة.
الترهيب لن يغير مواقف الحزب
من جهته، رد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، بتأكيده أن "الترهيب لن يغير مواقف الحزب"، مشددًا على أن المقاومة "قوة يجب الحفاظ عليها" وأن أي اتفاق جديد يجب أن يراعي مصالح لبنان أولًا.
مصر تتحرك لإنقاذ الهدنة
وفي خضم التصعيد الميداني والسياسي، قالت وسائل إعلام إسرائيلية أن القاهرة على خط الأزمة في محاولة لاحتواء التوتر، فقد التقى رئيس المخابرات المصرية، اللواء حسن رشاد، بمسؤولين لبنانيين كبار، بينهم رئيس الوزراء والرئيس ورئيس مجلس النواب، حيث طرح مجموعة من الأفكار السرية تهدف إلى دفع الولايات المتحدة، عبر الرئيس دونالد ترامب، للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء القتال في الجنوب.
ووفق ووفقا لموقع "والا" العبري، أبدت مصر استعدادها للعب دور الوسيط الرئيسي في صياغة اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، على غرار تجربتها السابقة في الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وتبقى تفاصيل المبادرة المصرية قيد السرية، لكن المؤشرات تدل على أنها قد تشكل الفرصة الأخيرة لتفادي حرب جديدة على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية.









0 تعليق