أكد محمود كامل، عضو نقابة الصحفيين، أنه على الرغم من الأزمات المهنية التي قد يواجهها كل صحفي، فإن الوقوف بجانب الزملاء المؤقتين يتجاوز كونه مجرد لفتة إنسانية. 

وقال كامل في منشور على صفحته الشخصية: إن هذا التضامن يمثل تحدياً جوهرياً وجديداً من أجل الحفاظ على بقاء المهنة ذاتها، وهو دفاع واجب عن زملاء أفنوا سنوات من عمرهم في خدمة مؤسساتهم الصحفية، مقدمين أعمارهم ثمناً على أمل الحصول على التعيين.

وأضاف أن هؤلاء الزملاء يشاركوننا العمل اليومي في مكاتبنا داخل مؤسساتنا، ويرافقوننا في كل تغطية صحفية بمختلف مواقع العمل. 

الصحفيون المؤقتون

وأوضح أن وجودهم المستمر معنا لسنوات طويلة قد يجعلنا نغفل حقيقة أنهم "مؤقتون" فقط لا غير، وبلا أي حقوق تذكر من رواتب عادلة أو تأمينات، ونتيجة لذلك، فقد حُرموا من حقهم في بناء حياة مستقرة، بمستقبل لا نطمح أن يكون باهراً، ولكن على الأقل أن يتسم بالاستقرار.

وأشار عضو نقابة الصحفيين إلى أن الدفاع عن هؤلاء الزملاء ينبع من صميم قيم مهنة الصحافة، التي تدافع بطبيعتها عن الضعيف والمظلوم. 

وتساءل كامل: "فما بالكم أن هذا المظلوم يجلس بجواركم يومياً بمؤسساتكم ويشارككم أعمالكم؟ أليس هو الأجدر بالتضامن؟.. أليس هو الأحق بالوقوف معه حتى يتمكن من الحصول على حقه الذي سُلب منه منذ سنين، وهو لا يملك من أمره شيئاً؟".

واختتم كامل بالتأكيد على أن يوم الأربعاء المقبل (بعد غد) لا يقتصر على كونه "يوماً تدوينياً" للمطالبة بتنفيذ قرار رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، الصادر منذ عام كامل، والقاضي بتعيين المؤقتين. بل هو، في جوهره، يوم يبرز فيه تكاتف وتضامن أبناء المهنة الواحدة، من أجل الحفاظ على تلك المهنة وصون قيمها ومبادئها الراسخة المناصرة دائماً لقول الحق.

 دعا الصحفيون المؤقتون بالمؤسات  القومية أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين للمشاركة في يوم تدويني الأربعاء المقبل 5 نوفمبر عن أزمة المؤقتين في الصحف القومية تضامنا مع قضيتهم تحت هاشتاج #حق_المؤقتين_فى_التعيين_بالصحف_القومية.

وثمن الصحفيون المؤقتون دعم مجلس نقابة الصحفيين لهم ومخاطبته لجميع الأطراف وبحث الأزمات التي تعيق استكمال إجراءات تعيينهم متمنين استمرار المجلس فى دعمهم حتى حصولهم على حقهم فى التعيين.

كانت قد أعلنت الهيئة الوطنية للصحافة عن بدء إجراءات تعيين الصحفيين المؤقتين في الصحف القومية في منتصف أغسطس من العام الماضي بعد توقيع بروتوكول مع نقابة الصحفيين بتشكيل لجنة من مجلس نقابة الصحفيين وكبار الكتاب ورؤساء تحرير بالصحف القومية، وعقدت الهيئة اختبارات لمئات الصحفيين العاملين في الصحف القومية ولكنها لم تعلن نتائج الاختبارات أو قوائم التعيين رغم مرور أكثر من  سنة على إعلان بدء إجراءات التعيينات.

الجدير بالذكر انه يعمل نحو 300 صحفي بالصحف القومية دون تعيين ومحرومين من التأمين الاجتماعي والطبي ومن الحصول على المعاش، ويتقاضون رواتب هزيلة وبعضهم يعمل منذ 15 عاما.

كمت انه تعاني المؤسسات القومية من الشيخوخة بسبب وقف التعيينات بشكل غير رسمي ويصل متوسط أعمار بعض الإصدارات إلى 50 عاما بسبب عدم تجديد الدماء بالشباب، الأمر الذي ينعكس على أداء الصحف والمواقع التابعة للمؤسسات القومية وما يجعل الاعتماد على الصحفيين المؤقتين أكبر.