لم يكن أحد يتوقع أن البيت الذي اعتاد الجيران سماع ضحكاته في 6 أكتوبر سيصبح في لحظة مسرحًا لجريمة تهز القلوب. في هذا المنزل، أقدم شاب في منتصف العشرينات على قتل شقيقه بطعنة نافذة، بعد مشادة كلامية بسبب تعاطيه المواد المخدرة.
القصة بدأت عندما فقد المتهم سيطرته على أعصابه تحت تأثير المخدر. احتدم النقاش بينه وبين شقيقه الأكبر الذي حاول منعه من مواصلة طريق الإدمان، ليعلو الصوت ويتحول الكلام إلى صراخ، ثم إلى اشتباك بالأيدي. وفي لحظة غياب عن الوعي، أمسك المتهم بسكين المطبخ وسدد طعنة واحدة كانت كافية لإنهاء حياة شقيقه على الفور.
دقائق قليلة فصلت بين الصراخ داخل المنزل ودوّي صفارات سيارات الشرطة والإسعاف التي هرعت إلى المكان. عند دخول قوات الأمن، كانت الجثة ممددة على الأرض والدماء تحيط بها، فيما جلس القاتل في ركن الغرفة مذهولًا، ينظر إلى شقيقه بلا كلمة ولا دمعة.
التحريات الأولية كشفت أن المتهم مدمن لمواد مخدرة منذ فترة، وأن شقيقه حاول مرارًا منعه من هذا الطريق. يوم الواقعة، تطور الخلاف بينهما إلى شجار انتهى بجريمة قتل مأساوية.
نيابة أكتوبر تولت التحقيق، وقررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت إليه تهمة القتل العمد، وهي جريمة يعاقب عليها القانون المصري بالحبس المؤبد أو الإعدام وفقًا للمادة 234 من قانون العقوبات، نظرًا لنية القتل الواضحة واستخدام أداة حادة في تنفيذ الجريمة.
قرارات النيابة العامة
كما أمرت النيابة بانتداب الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه لبيان سبب الوفاة وتوقيتها، وصرحت بدفن الجثة عقب انتهاء التشريح، وكلفت الأجهزة الأمنية بإجراء التحريات اللازمة حول الواقعة، واستدعاء أفراد الأسرة لسماع أقوالهم.
الجيران الذين تجمعوا أمام المنزل لم يتمالكوا أنفسهم من الصدمة، أحدهم قال بصوت مبحوح: "كانوا إخوات بيحبوا بعض.. المخدرات هي اللي فرّقتهم."
ومع غروب شمس ذلك اليوم، أُغلقت القضية مؤقتًا بحبس المتهم، لكن الحكاية لم تُغلق في قلوب من عرفوهما؛ فدم الأخ على يد أخيه جرح لا يندمل، وجريمة ستظل درسًا قاسيًا عن النهاية الحتمية لطريق الإدمان والعنف.









0 تعليق