BBC: المتحف الكبير نقطة تحول ثقاية وحضارية تعكس عبقرية مصر القديمة والحديثة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" (BBC)، إن مصر شهدت مصر حدثًا استثنائيًا عالميًا مع الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير بالقرب من أحد أعظم عجائب الدنيا السبع القديمة، هرم خوفو بالجيزة، ليشكل هذا المشروع الضخم نقطة تحول ثقافية وحضارية تعكس عبقرية المصري القديم وتطلعات المصري الحديث.

تصميم معماري عصري يحاكي التاريخ القديم ويعزز مكانة مصر التاريخية

يُوصف المتحف المصري الكبير بأنه أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، إذ يضم نحو مئة 100 ألف قطعة أثرية تغطي سبعة آلاف عام من تاريخ مصر، بدءًا من العصور ما قبل الأسرات وحتى الحقبة اليونانية والرومانية. 

وأُقيم هذا الصرح على مساحة تبلغ نصف مليون متر مربع بتكلفة تجاوزت 1.2 مليار دولار، ليجسد رؤية مصر في الجمع بين التاريخ العريق والتكنولوجيا الحديثة في عرض تراثها الإنساني.

الافتتاح ذكر بمطالبات علماء المصريات المصريين بضرورة استرداد الآثار المصرية الموجودة في متاحف أجنبية 

وأعاد افتتاح المتحف إلى الواجهة مطالبات علماء المصريات المصريين بضرورة استرداد الآثار المصرية الموجودة في متاحف أجنبية، وعلى رأسها حجر رشيد المعروض في المتحف البريطاني، وخريطة دندرة السماوية في متحف اللوفر، وتمثال نفرتيتي في برلين.

وأكد عالم الآثار الشهير زاهي حواس أن افتتاح المتحف يثبت قدرة المصريين على أن يكونوا روادًا في التنقيب والترميم وإدارة المتاحف، داعيًا إلى وقف شراء الآثار المسروقة وإعادة القطع الثلاث إلى موطنها الأصلي كبادرة احترام لتراث مصر.

 أبرز معروضات المتحف المجموعة الكاملة لمقتنيات مقبرة الملك توت عنخ آمون

وأشارت هيئة البث البريطانية، إلى أنه من أبرز معروضات المتحف المجموعة الكاملة لمقتنيات مقبرة الملك توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة مجتمعة كما اكتشفها هوارد كارتر عام 1922، وتشمل القناع الذهبي الشهير، والعرش الملكي، والعربات الحربية، والأسّرة الجنائزية.

وقال الدكتور طارق توفيق، رئيس الجمعية الدولية لعلماء المصريات والمدير السابق للمتحف، إنه سعى لتقديم تجربة عرض كاملة تعيد للزوار إحساس الاكتشاف الأصلي كما عاشه كارتر قبل أكثر من قرن.

المتحف يتميز بتصميم معماري ضخم

وتابعت بي بي سي، أن المتحف يتميز بتصميم معماري ضخم يغطي مساحة تعادل سبعين ملعب كرة قدم، وتزين واجهته نقوش هيروغليفية وحجر الألباستر الشفاف، فيما يتخذ مدخله شكل الهرم، وتضم قاعاته مدرجًا عظيمًا تصطف على جانبيه تماثيل الملوك والملكات، بينما توفر النوافذ العملاقة في الطابق العلوي إطلالة بانورامية على أهرامات الجيزة.

ويقف في قلب البهو الرئيسي تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني بارتفاع 11 مترًا ووزن 83 طنًا، نُقل من ميدان رمسيس في عملية هندسية معقدة عام 2006 استعدادًا لافتتاح المتحف.

يُتوقع أن يستقطب المتحف نحو 8 ملايين زائر سنويًا، ما يعزز قطاع السياحة الذي يمثل ركيزة أساسية للاقتصاد المصري. 

وأشارت الإذاعة البريطانية، إلى أنه منذ افتتاح جزئي لبعض القاعات في العام الماضي، أبدى الزوار انبهارهم بتصميم المتحف وتنظيم معروضاتهن حيث وأعرب عدد من السائحين البريطانيين والإسبان عن حماسهم لمشاهدة القطع الأثرية في بيئة عرض حديثة بعد أن كانت قاعات المتحف القديم في ميدان التحرير مزدحمة وفوضوية.

وتابعت أن دور المتحف لا يقتصر على العرض فقط، بل يعد أيضًا مركزًا علميًا متكاملًا للأبحاث والترميم. فقد نجح خبراء مصريون في ترميم درع توت عنخ آمون المصنوع من النسيج والجلد، فضلًا عن عرض سفينة الملك خوفو الشمسية التي يعود عمرها إلى 4500 عام، ووفقًا للقانون المصري، فإن جميع أعمال الترميم تُجرى بأيدي مصرية خالصة، في خطوة تعزز مكانة مصر الأكاديمية والعلمية في مجال الآثار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق