أكدت صحيفة "ذا ستار" الكندية، أن مصر شهدت مساء أمس السبت، احتفالًا مبهرًا بافتتاح المتحف الكبير، ليصبح أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم، وصرحًا يخلد عبقرية المصري القديم ويعزز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية.
فصل جديد من الإبداع المصري الحديث
خلال كلمته أمام الحضور في ساحة المتحف، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن هذا الافتتاح يمثل بداية فصل جديد في تاريخ مصر الحديث والمستقبلي، مشيرًا إلى أن المتحف الجديد ليس مجرد صرح أثري، بل شهادة حية على عبقرية الإنسان المصري وقدرته على صون تراثه وتقديمه للعالم في أبهى صورة.
ويمتد المتحف على مساحة نصف مليون متر مربع، ويضم ما يقارب مئة ألف قطعة أثرية، منها خمسون ألف معروضة أمام الجمهور، تغطي أكثر من 7 آلاف عام من تاريخ الحضارة المصرية.
عرض افتتاح مبهر للعالم
وتابعت الصحيفة، أن حفل الافتتاح تميز بكونه عرض ضخم من الأضواء والموسيقى، حيث انعكست أنوار الليزر على واجهة المتحف الحديثة بينما أضاءت الألعاب النارية سماء الجيزة في مشهد مهيب تصدّرته الأهرامات وأبي الهول.
شارك في الحفل عشرات العارضين بملابس فرعونية تقليدية، عزفوا مقطوعات مستوحاة من موسيقى مصر القديمة، فيما عُرضت على الشاشات العملاقة مشاهد احتفالية من مدن عالمية مثل طوكيو وريو دي جانيرو، في رسالة رمزية توحد الماضي العريق بالحاضر العالمي.
جاء بناء المتحف على منحدر مطل على هضبة الجيزة، على مقربة من الأهرامات الثلاثة، بتمويل ودعم تقني كبير من اليابان.
وأكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن الجزء الأكبر من أعمال البناء والتجهيز جرى خلال السنوات السبع الماضية، مشيرًا إلى أن المشروع يمثل حلمًا قوميًا طالما سعت مصر لتحقيقه.
وكان المتحف قد واجه تأجيلات متكررة بسبب الأوضاع السياسية الإقليمية وجائحة كورونا، إلا أن افتتاحه الآن يجسد إرادة الدولة المصرية في تجاوز التحديات وتحويل المشروع إلى معلم حضاري عالمي.
ويضم المتحف قاعات عرض فسيحة مضاءة طبيعيًا، بأسقف مرتفعة وجدران حجرية بلون الصحراء، تعكس الطابع المصري الأصيل.
وفي وسط البهو الرئيسي يقف تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني يزن 83 طنًا، يستقبل الزوار كرمز للقوة والعظمة الفرعونية.
ويتميز المتحف بواجهته الزجاجية المثلثة المستوحاة من شكل الأهرامات، وبسلالمه الكبرى الممتدة على ستة طوابق تصطف على جانبيها تماثيل الملوك والآلهة، إضافة إلى جسر حديث يربطه مباشرة بمنطقة الأهرامات، ما يتيح للزوار التنقل سيرًا أو عبر مركبات كهربائية صديقة للبيئة.
على عكس المتحف المصري القديم في وسط القاهرة، يقدم المتحف الكبير تجربة متكاملة باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والإضاءة الدقيقة والعروض التفاعلية، إضافة إلى متحف مخصص للأطفال يهدف إلى غرس حب التاريخ في الأجيال الجديدة.
وتتضمن أبرز معروضاته معملًا زجاجيًا مفتوحًا أمام الجمهور يشاهدون من خلاله علماء الآثار وهم يعيدون ترميم سفينة الملك خوفو الشمسية البالغ عمرها 4500 عام، والتي كانت مخصصة لمرافقة روحه في رحلته الأبدية مع إله الشمس رع.
يفتتح المتحف أبوابه رسميًا للزوار بدءًا من الثلاثاء المقبل، ليقدم تجربة فريدة لآلاف القطع التي كانت موزعة في متاحف ومخازن مختلفة بأنحاء مصر.

















0 تعليق