أعلنت وكالة الأسوشيتد برس أن مسؤولًا أمريكيًا قال إن الرئيس دونالد ترامب يعتزم استضافة الرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض في 10 نوفمبر 2025، في أول زيارة لرئيس سوري إلى مقر الحكم الأمريكي.
الواضح أن هذا الإفصاح جاء قبل تأكيدات رسمية، حيث إن المسؤول لم يكن مخوّلًا بالتصريح علنًا.
سياق اللقاء والعلاقة بين الدولتين
في مايو 2025 التقى ترامب بالشرع في السعودية، في أول لقاء بين رئيس أمريكي ورئيس سوري منذ 25 عاماً.
الشرع هو زعيم جديد للحكومة السورية التي تشكّلت بعد سقوط نظام الأسد، وقد كان له ماضٍ مع مجموعات معارضة (كان يُعرف بـ “أبو محمد الغولاني”)، وكان هناك على رأسه مكافأة أمريكية سابقة بقيمة 10 ملايين دولار.
اللقاء المنتظر في البيت الأبيض يُعد خطوة رمزية كبيرة في إعادة تطبيع العلاقات بين واشنطن ودمشق، خصوصًا بعد سنوات من العزلة والعقوبات على سوريا.
العقوبات ورفعها
مع اللقاء المحتمل، أعلن ترامب مسبقًا في بداية زيارته للمنطقة أنه سيُرفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مصرحًا بأنها "لقد عانوا بما فيه الكفاية".
في اللقاء الذي جرى في السعودية، طالب ترامب الشرعاء ببدء خطوات فعلية مثل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، محذّرًا من أن التقدم يتطلب “الكثير من العمل”.
ترامب وصف الشرعاء خلال اللقاء بأنه “شاب جميل، قوي الماضي، له فرصة حقيقية للحفاظ على التماسك” في إشارة إلى طموحات إعادة الاستقرار في سوريا.
التحديات والانتقادات
تاريخ الشرع في العمل المسلح وعلاقته بجماعات متشددة يُشكّل ورقة خلاف كبرى بين المؤيدين والمعارضين لهذا التحول السياسي.
إسرائيل ومعظم الدول التي تنظر إلى سوريا باعتبارها تهديدًا أمنيًا قد تراقب عن كثب أي تحرك أمريكي نحو تطبيع العلاقات، وقد تثير مخاوف كبيرة في الأوساط الأمنية والإقليمية.
إلغاء العقوبات لا يعني بالضرورة مصالحة فورية أو تغييرًا شاملًا في السياسة الداخلية أو الخارجية لسوريا، خصوصًا في ملفات مثل حقوق الإنسان، النزاع في الشمال، علاقات إيران وروسيا.
دلالات الزيارة وأبعادها الإقليمية
تُعد زيارة الرئيس السوري المرتقبة إلى البيت الأبيض حدثًا تاريخيًا غير مسبوق في العلاقات بين واشنطن ودمشق، بعد أكثر من عقد من القطيعة والتوتر السياسي والعقوبات الأمريكية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل تحولًا جذريًا في سياسة الإدارة الأمريكية تجاه الملف السوري، خصوصًا بعد قرار ترامب برفع العقوبات وإعادة فتح قنوات الحوار مع القيادة الجديدة في دمشق.
كما تعكس الزيارة رغبة واشنطن في إعادة تموضعها في الشرق الأوسط عبر تسويات سياسية جديدة، تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني والروسي في سوريا، ودعم مرحلة إعادة الإعمار والانفتاح الاقتصادي.
في المقابل، تحذر بعض الدوائر السياسية في الكونغرس من أن الانفتاح السريع على دمشق قد يثير جدلًا داخليًا واسعًا، خاصة في ظل ماضي الرئيس الشرع وعلاقاته السابقة بجماعات مسلحة.
ورغم ذلك، يعتبر مراقبون أن اللقاء المحتمل في البيت الأبيض سيكون علامة فارقة في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية، وقد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوازنات في المنطقة.

















0 تعليق