وصفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في تقرير موسع أعدّه الكاتب الشهير سيمون كالدر، المتحف المصري الكبير بأنه «فخر أفريقيا الثقافي واعتزازها»، مؤكدة أنه أكبر متحف في العالم، وتبلغ مساحته أكثر من مساحة مدينة الفاتيكان نفسها، ليُجسد هذا المشروع العملاق هدية مصر للعالم.
وأضافت الصحيفة أن التصميم الهندسي الفريد للمتحف، الذي يقع على بُعد دقائق من أهرامات الجيزة، يعكس عبقرية المصريين القدماء وهندستهم الخالدة، مشيرةً إلى أن المتحف أصبح وجهة سياحية عالمية حتى قبل افتتاحه الرسمي، إذ جذَب بالفعل آلاف الزوار من مختلف الدول خلال مراحل الإنشاء.
أرقام مبهرة.. أكبر من اللوفر ومساحته تتجاوز الفاتيكان
ومن جانبها ذكرت الصحيفة أن عدد القطع الأثرية داخل المتحف المصري الكبير مذهل بكل المقاييس، إذ يتجاوز بكثير عدد المعروضات في متحف اللوفر الفرنسي، الذي يعرض نحو 38 ألف قطعة فقط من إجمالي مقتنياته البالغة 380 ألفًا.
وأوضحت الإندبندنت البريطانية أن المتحف المصري الكبير سيعرض أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية نادرة، من بينها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة، التي تُعرض لأول مرة بهذا الشكل المتكامل في التاريخ الحديث.
وأكد التقرير أن مساحة المتحف، التي تمتد على نحو 490 ألف متر مربع، تجعل منه أكبر منشأة ثقافية متكاملة في العالم، تتفوّق حتى على مساحة مدينة الفاتيكان البالغة نحو 440 ألف متر مربع.
ساعات عمل سخية وتجربة لا تُنسى
وأشارت الصحيفة إلى أن ساعات عمل المتحف وُصفت بالسخية، إذ يفتح أبوابه يوميًا من التاسعة صباحًا حتى السادسة مساءً، بينما تُمدَّد الزيارة يومي السبت والأربعاء حتى التاسعة مساءً لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الزوار للاستمتاع بهذه التجربة الفريدة.
وأضافت «الإندبندنت» في تقريرها الطريف أن من يخصص دقيقة واحدة لتأمل كل قطعة أثرية من القطع الخمسين ألفًا المعروضة، سيحتاج إلى 12 أسبوعًا متواصلًا لمشاهدتها جميعًا، في إشارة إلى ضخامة المعروضات وتنوعها المذهل.
من توت عنخ آمون إلى رمسيس الثاني.. عبقرية خالدة
كما سلّط التقرير الضوء على المعروضات الأيقونية داخل المتحف، مؤكدًا أن الزوار سيجدون أنفسهم أمام تسلسل زمني مذهل لآلاف السنين من الحضارة المصرية، يبدأ من عصور ما قبل التاريخ مرورًا بالعصر الفرعوني وحتى نهاية الحكم الروماني لمصر.
وتوقف الكاتب عند تمثال رمسيس الثاني الضخم الذي يبلغ ارتفاعه 36 قدمًا والموجود في البهو الرئيسي، واصفًا إياه بأنه "رمز مهيب يجسد روح مصر القديمة"، كما أشار إلى أن التجربة قبل الافتتاح كانت "تستحق كل لحظة تأمل في هذا المكان الأسطوري".
تزامن تاريخي.. افتتاح يواكب اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
وأشارت الصحيفة إلى أن افتتاح المتحف للجمهور في الرابع من نوفمبر يحمل دلالة تاريخية عظيمة، إذ يتزامن مع الذكرى الـ103 لاكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون في الأقصر عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر.
وأكدت أن هذا التزامن يجعل من يوم الافتتاح احتفالًا مزدوجًا بالحضارة والاكتشاف والخلود، ليُعيد إلى الأذهان لحظة ميلاد التاريخ من جديد على أرض الكنانة.
رسالة مصر للعالم
كما اختتمت الصحيفة تقريرها بوصف المتحف المصري الكبير بأنه "مشروع القرن"، مؤكدة أنه يجسد رؤية مصر الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جعل من هذا المشروع منارة حضارية عالمية ورسالة من مصر إلى الإنسانية، بأن الحضارة المصرية ما زالت قادرة على الإبهار والعطاء.


















0 تعليق