تصميم المتحف الكبير.. "هينيجان" تروي تفاصيل "الحلم" الذي تحقق بعد 20 عامًا

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قبل أكثر من عقدين، تلقت المهندسة المعمارية الأيرلندية، روزين هينيجان، اتصالًا غير مسار حياتها المهنية؛ إذ أبلغت باختيار شركتها الصغيرة، المكونة وقتها من 4 أشخاص فقط، لتصميم أحد أكبر المتاحف في العالم، المتحف المصري الكبير، ظنت في البداية أن الأمر "مزحة"، لتعاود الاتصال بالمرسل وتتأكد من أن الخبر حقيقي.

وقالت "هينيجان"، في مقابلة مع شبكة "CNN": "كان الأمر خياليًا.. أغلقنا الهاتف ثم قلنا لأنفسنا: أعتقد أننا فزنا".

مسابقة دولية لتصميم المتحف الكبير

وفي عام 2002، أطلقت الحكومة مسابقة دولية لتصميم المتحف المصري الكبير، بمشاركة 1556 شركة من مختلف دول العالم، ليقع الاختيار المفاجئ على المكتب الأيرلندي الصغير، كان المشروع طموحًا إلى درجة غير مسبوقة، إذ يمتد على مساحة شاسعة ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية على مقربة من أهرامات الجيزة، بتكلفة تجاوزت لاحقًا مليار دولار.

ورغم سلسلة من التأجيلات، يشهد المتحف اليوم افتتاحه الرسمي في حدث عالمي كبير، وصفته "CNN" بأنه "مشروع وطني محوري لاقتصاد مصر القائم على السياحة"، حتى إن الحكومة أعلنت عطلة رسمية بمناسبة الافتتاح، وقالت هينيجان عن التأخيرات التي استمرت لأكثر من 20 عامًا: "المشروعات الكبرى معقدة، وهم ينقلون كنوزًا شديدة الحساسية، لذا فإن إنجازه بشكل صحيح يستحق كل هذا الوقت".

تصميم معماري فريد

المتحف الذي صمم ليكون "شهادة على عظمة الحضارة المصرية القديمة"، يتميز بتصميم معماري فريد يوازن بين الحداثة وجلال الموقع الأثري، وفي قلبه تمثال رمسيس الثاني الشاهق بارتفاع 11 مترًا، بينما تقود سلالم عرض ضخمة من ستة طوابق الزوار في رحلة زمنية عبر التاريخ المصري حتى ذروة المشهد: إطلالة بانورامية على أهرامات الجيزة.

تتوزع المعروضات على مساحة عرض دائمة تتجاوز 258 ألف قدم مربع، لتشكل أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة. 

وتشمل مقتنيات توت عنخ آمون وحده أكثر من 5000 قطعة نادرة تعرض لأول مرة مجتمعة في مكان واحد.

وأوضحت المهندسة الأيرلندية أن تصميمها استوحى الضوء الطبيعي من الصحراء المصرية، قائلة: "أردنا أن نخلق أجواءً نابضة بالحياة بدلًا من الاعتماد على الإضاءة الاصطناعية الدائمة".

ورغم أنها لم تُمنح دورًا إشرافيًا أثناء التنفيذ، تابعت تطورات المشروع عبر الصور وبرنامج "جوجل إيرث"، مؤكدة أن بعض التعديلات على التصميم "أمر متوقع في مشروع بهذا الحجم".

وبعد مرور أكثر من 20 عامًا على تلك المكالمة المصيرية، ترى "هينيجان" أن المشروع حقق ما حلمت به قبل سنوات طويلة: "سيظلّ نهجنا كما هو.. التصميم الأساسي متين وصامد أمام الزمن".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق