تستعد إدارة البيت الأبيض للإعلان عن استئناف شحنات رقائق السيارات القادمة من الصين، بعد توقفها مؤخرًا بسبب قيود تنظيمية أثرت على قطاع السيارات العالمي.
تأتي هذه الخطوة في وقت يعاني فيه المصنعون من نقص حاد في المكونات الإلكترونية، ما أدى إلى تباطؤ الإنتاج وزيادة أسعار السيارات الجديدة في الأسواق العالمية.
تفاصيل التوقف وأسبابها
كان التوقف مرتبطًا بشركة Nexperia، إحدى الشركات الرائدة في صناعة رقائق السيارات، والتي تنتج مكونات أساسية مثل عدادات السرعة وأجهزة التكييف.
توقفت الشحنات بعد استحواذ الحكومة الهولندية على الشركة من مالكها الصيني، ما أثار مخاوف الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وأوروبا بشأن ملكية التكنولوجيا الحساسة وتأثيرها على سلاسل التوريد.
الإطار الجديد والاتفاق بين واشنطن وبكين
وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال (WSJ)، فإن استئناف الشحنات سيكون ضمن إطار عمل جديد بين الولايات المتحدة والصين، يتيح لمصانع Nexperia في الصين إعادة تصدير رقائق السيارات إلى الأسواق الأميركية والدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلان الرسمي من البيت الأبيض سيرافقه “ورقة معلومات” توضح البنود والضوابط المتعلقة بالاستيراد، لضمان استمرار الإنتاج دون التأثير على الأمن التكنولوجي الأميركي.
أثر الاستئناف على السوق العالمي
يُتوقع أن يساعد استئناف شحنات رقائق السيارات على تخفيف النقص في مكونات السيارات الإلكترونية، ما قد ينعكس إيجابًا على إنتاج السيارات وأسعارها في الأسواق العالمية.
ويأتي هذا في ظل منافسة شديدة بين شركات السيارات لتلبية الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية والهجينة، التي تعتمد بشكل أكبر على الرقائق الدقيقة مقارنة بالسيارات التقليدية.
مراقبة مستمرة للامتثال والتنظيم
أكد مسؤولون أميركيون أن أي شحنات مستقبلية ستخضع لمراقبة صارمة لضمان الامتثال للقوانين والضوابط التكنولوجية، مع التركيز على حماية الملكية الفكرية ومنع تحويل التكنولوجيا الحساسة إلى أطراف غير مصرح لها.
وتؤكد الإدارة على أن القرار جاء بعد تقييم شامل للتوازن بين حاجة السوق والحفاظ على الأمن القومي.
حرب تجارية
بدأت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين عام 2018 بفرض واشنطن رسوماً جمركية على واردات صينية كبيرة، ردًّا على ممارسات تجارية غير عادلة وسرقة الملكية الفكرية.
ركزت الولايات المتحدة على قطاع التكنولوجيا، خصوصًا أشباه الموصلات ورقائق السيارات، مستهدفة شركات صينية كبرى وفرضت قيودًا على التصدير والاستثمار.
الهدف كان حماية الملكية الفكرية وتقليل الاعتماد على الصين ودعم التصنيع المحلي وتعزيز الأمن القومي.
انعكس النزاع على سلاسل التوريد العالمية، خصوصًا في السيارات والإلكترونيات، وأدى إلى تباطؤ الإنتاج وارتفاع الأسعار، مع بعض الحلول المؤقتة مثل السماح باستثناءات لشحنات رقائق السيارات لتخفيف الضغط على السوق.

















0 تعليق