أعلنت وزارة الدفاع الروسية، مساء الجمعة، أن قواتها الجوية والدفاعية أسقطت 38 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال 3 ساعات فقط، في واحدة من أوسع الهجمات التي استهدفت العمق الروسي منذ أسابيع.
وقالت الوزارة في بيان نقلته وسائل إعلام روسية إن الدفاعات تصدّت للهجوم عبر أنظمة مضادة للطائرات في مقاطعات بريانسك وكورسك وبلغورود وشبه جزيرة القرم، مشيرةً إلى أن جميع المسيّرات «تم تدميرها دون وقوع إصابات أو أضرار مادية».
هجوم واسع بالمسيّرات
أوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم الأوكراني نُفذ على دفعات متتالية، واستمر نحو ثلاث ساعات، مؤكدةً أن قواتها «تواصل مراقبة المجال الجوي واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة».
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الروسية في حالة استنفار دائم للتصدي لما وصفته بـ«العمليات الأوكرانية المدعومة استخباراتياً من الغرب».
كييف تلتزم الصمت
ولم تُصدر الحكومة الأوكرانية أي تعليق رسمي على البيان الروسي حتى مساء الجمعة، بينما تواصل استخدام الطائرات المسيّرة كجزء من استراتيجيتها لاستهداف البنية التحتية العسكرية واللوجستية داخل الأراضي الروسية.
ضغوط غربية لاحتواء التصعيد
تزامن الإعلان الروسي مع تحركات دبلوماسية أميركية وأوروبية مكثّفة تهدف إلى احتواء التصعيد بين موسكو وكييف، وسط مخاوف من انزلاق الصراع إلى مواجهة أوسع.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن واشنطن والعواصم الأوروبية تمارس ضغوطاً على الطرفين لاستئناف المسار التفاوضي، مشيرةً إلى أن استمرار الضربات المتبادلة بالمسيّرات يهدد بإفشال أي جهود للسلام.
وأضافت المصادر أن هناك قلقاً متزايداً في الاتحاد الأوروبي من تداعيات الحرب على الأمن الطاقي والغذائي، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء.
تصعيد متبادل وتراجع فرص التهدئة
ويرى محللون أن تبادل الهجمات بالمسيّرات بين روسيا وأوكرانيا أصبح «أداة ضغط ميداني وسياسي»، في وقت تضعف فيه فرص العودة إلى طاولة المفاوضات، رغم المبادرات المطروحة من أطراف إقليمية ودولية.
ويؤكد مراقبون أن الساعات المقبلة قد تشهد مزيداً من التصعيد الميداني، في ظل تمسك كل طرف بموقفه، وغياب أي مؤشرات حقيقية على وقف إطلاق النار.
كما يشير بعض الخبراء إلى أن استمرار الهجمات المتبادلة يعمّق عزلة موسكو، ويزيد اعتماد كييف على الدعم الغربي، فيما يرفع منسوب التوتر في البحر الأسود ومناطق الحدود، ما يجعل أي تسوية سياسية قريبة تبدو أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
0 تعليق