شهدت مدينة سومي الأوكرانية، فجر الجمعة، سلسلة انفجارات عنيفة ناتجة عن هجوم روسي بطائرات مسيّرة، في واحدة من أعنف الضربات التي استهدفت شمال شرقي البلاد منذ أسابيع.
وأكدت الإدارة العسكرية الإقليمية في سومي أن الدفاعات الجوية الأوكرانية رصدت موجة من الطائرات المسيّرة الهجومية من طراز "شاهد" انطلقت من الأراضي الروسية باتجاه المدينة ومحيطها، ما أسفر عن دمار في عدة مبانٍ سكنية واندلاع حرائق ضخمة داخل الأحياء الشمالية.
سقوط جرحى وحرائق في مبانٍ سكنية
أعلنت السلطات الأوكرانية أن 11 شخصًا أصيبوا على الأقل في الهجوم، بينهم أربعة أطفال، جرى نقلهم إلى مستشفى سومي الإقليمي لتلقي العلاج.
وأظهرت صور بثّها الإعلام المحلي حريقًا هائلًا في مبنى مكوّن من تسعة طوابق، بينما شوهدت فرق الإطفاء تعمل لساعات لإخماد النيران وإنقاذ السكان المحاصرين.
كما أُجلي العشرات من الأهالي من الأبنية المجاورة تحسبًا لانفجارات ثانوية ناجمة عن تسرب الغاز.
درونز روسية تهاجم أهدافًا مدنية
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الهجوم تم باستخدام 10 طائرات مسيّرة هجومية من نوع “شاهد-136”، أُطلقت في وقت متزامن مع موجة غارات على مناطق خاركيف وبولتافا.
وأضافت أن الدفاع الجوي أسقط معظم المسيّرات، إلا أن إحداها أصابت مباشرة مبنى سكنيًا في سومي، بينما سقطت أخرى على مستودع للسكك الحديدية.
وأشارت تقارير ميدانية إلى أن الهجوم تم تنفيذه في ظروف جوية سيئة، وهو ما حدّ من كفاءة أنظمة الدفاع الجوي في اعتراض جميع الأهداف.
كييف تتهم موسكو باستهداف المدنيين
من جانبه، اتهمت وزارة الدفاع الأوكرانية روسيا بـمواصلة سياسة "الإرهاب الجوي" ضد المدنيين، مؤكدة أن الهجوم الأخير “يؤكد سعي موسكو لترهيب السكان وإضعاف البنية التحتية المدنية”.
بينما لم تُصدر وزارة الدفاع الروسية أي تعليق رسمي حتى الآن حول طبيعة الأهداف التي تم استهدافها.
تصعيد جديد في الحرب
تأتي هذه الضربة بعد أيام من هجمات مماثلة على مناطق شمالية عدة، في وقت يحذر فيه خبراء عسكريون من اتجاه روسيا لتكثيف استخدام الطائرات المسيّرة الإيرانية الصنع لتعويض نقص الذخائر والصواريخ بعيدة المدى.
ويرى مراقبون أن استهداف سومي، القريبة من الحدود الروسية، يحمل رسالة سياسية وعسكرية تهدف إلى إبقاء الضغط على الدفاعات الأوكرانية في الشمال، مع اقتراب فصل الشتاء وصعوبة العمليات البرية.


















0 تعليق