اتهمت وزارة الصحة السودانية اليوم الجمعة، ميليشيا الدعم السريع بارتكاب جريمة بشعة داخل المستشفى السعودي بمدينة الفاشر، بعد قيامها بتصفية نحو 460 مريضًا كانوا يتلقون العلاج داخل المستشفى، بينهم نساء وأطفال ومرضى في غرف العناية المركزة.
ووصفت الوزارة ما حدث بأنه انتهاك إنساني فادح وجريمة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
اقتحام المستشفى السعودي
وأكدت الوزارة أن عناصر من ميليشيا الدعم السريع اقتحمت المستشفى السعودي أمس الخميس، أحد أكبر المرافق الطبية في ولاية شمال دارفور، ونفذت عمليات قتل ممنهجة بحق المرضى والكوادر الطبية، مشيرة إلى أن الهجوم تم بعد حصار طويل للمستشفى استمر أيامًا، ما أدى إلى نفاد الأدوية والأكسجين وانقطاع الكهرباء عن معظم الأقسام الحيوية.
وأوضحت الوزارة أن فرقها الميدانية تلقت شهادات من ناجين أكدوا أن الميليشيا منعت سيارات الإسعاف من الدخول أو نقل الجرحى إلى مناطق آمنة، كما أطلقت النار على عدد من العاملين الطبيين الذين حاولوا حماية المرضى.
وأضاف البيان أن الحادثة تمثل انتهاكًا صارخًا لكل الأعراف والقوانين الدولية التي تحظر استهداف المنشآت الصحية والطواقم الطبية في أوقات النزاع المسلح.
من جانبها، نفت ميليشيا الدعم السريع الاتهامات الموجهة إليها، زاعمة أن المستشفيات في الفاشر متوقفة عن العمل بالكامل نتيجة الاشتباكات المستمرة، وأنها لم تنفذ أي عمليات داخل المستشفى السعودي.
واعتبرت الميليشيا أن الاتهامات محاولة لتضليل الرأي العام والتغطية على جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش في الإقليم، على حد تعبيرها، إلا أن مصادر طبية مستقلة وشهود عيان أكدوا وقوع الحادثة، مشيرين إلى أن المستشفى السعودي كان يضم أكثر من 600 مريض وقت الهجوم، وأن معظمهم لم يتمكنوا من الفرار بسبب وضعهم الصحي الحرج.
وقال أحد الأطباء الفارين من الفاشر في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن المشهد كان مروعًا، الجثث في كل مكان داخل غرف المرضى وأقسام الطوارئ، ولم يكن أحد يستطيع إسعاف المصابين.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد العنف في مدينة الفاشر التي تشهد منذ أسابيع معارك عنيفة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، وسط تحذيرات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في شمال دارفور.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت في وقت سابق من أن الفاشر أصبحت مدينة محاصرة، وأن المدنيين هناك يواجهون خطر الموت جوعًا أو بالقصف العشوائي.
ويرى مراقبون أن ما حدث في المستشفى السعودي يعكس خطورة الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيا في الإقليم، خصوصًا بعد تقارير سابقة عن عمليات تصفية جماعية ونهب للممتلكات العامة والخاصة.
فيما دعا ناشطون ومنظمات حقوقية إلى فتح تحقيق دولي عاجل حول الحادثة، ومحاسبة المسؤولين عنها.
وتبقى الفاشر اليوم واحدة من أكثر المدن السودانية تضررًا من الحرب، حيث تتواصل الاشتباكات بوتيرة متصاعدة، وسط نزوح آلاف المدنيين، وانهيار شبه كامل للنظام الصحي والخدمات الأساسية.










 
            





 
                
            
0 تعليق