أكدت المهندسة شيرين فرانجول، الشريكة المؤسسة والمديرة التنفيذية لمكتب التصميم الألماني ATELIER BRÜCKNER والمصمم لجناح الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري الكبير، أن الجناح يُعد أبرز أقسام المتحف وأكثرها جذبًا للأنظار، إذ يضم جميع مقتنيات الفرعون الشاب البالغة نحو 5600 قطعة أثرية، بينها أكثر من 3000 قطعة تُعرض لأول مرة.

وأوضحت خلال مداخلة ببرنامج "هذا الصباح"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أن تصميم الجناح يقدّم رؤية سردية جديدة للحياة والموت والبعث كما تصورها المصري القديم، من خلال عرض معتمد على الإضاءة والخامات والإيقاع البصري ليخلق تجربة غامرة تحرّك مشاعر الزائر وتدعوه لاكتشاف القصة من الداخل، مؤكدة أن الزائر لن يرى القطع كمجرد آثار، بل سيعيش القصة التي تحكيها.

وأضافت أن التصميم اعتمد على سرديتين متوازيتين: الأولى زمنية تبدأ من شباب الملك مرورًا بحياته الأبدية حتى تابوته الملكي، والثانية علمية تعيد رحلة هاوارد كارتر في اكتشاف المقبرة حتى لحظة التعرف على هوية الملك.

وبيّنت أن مساحة الجناح تمتد على 80 مترًا طولًا و50 مترًا عرضًا، وتشمل ممرات منظمة وفق ثلاثة محاور رئيسية: المعتقدات، المجتمع، والملكية، مع إبراز رموز الشمس والضوء والحياة الأبدية كعناصر أساسية في التصميم.

وأشارت إلى أن إدارة تدفق الزوار كانت من أهم التحديات، حيث خُطط لمسارات متعددة تسمح باستقبال نحو 15 ألف زائر يوميًا، مع تقسيمهم إلى مجموعتين وفق الاهتمامات لتسهيل الحركة وتنوع التجربة البصرية.

وأكدت أن التكنولوجيا لم تكن غاية بل وسيلة داعمة للسردية، إذ تم دمجها بعناية لتخدم القصة لا لتسرق الانتباه، موضحة أن الإضاءة صُممت بما يحافظ على القطع ويبرزها فنيًا، مثل قناع توت عنخ آمون الذي يُعرض داخل فاترينة غير مرئية مدعومة بـ16 مصباحًا موجهًا يمنحه توهجًا مميزًا دون المساس بسلامته.

وتحدثت عن تأثير الطبيعة وموقع المتحف في التصميم، مشيرة إلى أن المتحف المصري الكبير يتفاعل معماريًا مع أهرامات الجيزة، إذ يصحب الزائر من مدخل يزدان بتماثيل ضخمة وصولًا إلى جناح توت عنخ آمون، حيث تتلاقى نظرات الزائر مع الأهرامات في الخلفية، في مشهد يربط الحضارة بالمكان والخلود.

وقالت إن جناح توت عنخ آمون ليس مجرد قاعة عرض، بل رحلة وجدانية داخل الزمن، تمنح الزائر تجربة حسية وروحية فريدة تعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة وروح الملك الشاب التي لا تزال تبهر العالم حتى اليوم.