منذ انتشار استخدام الكمامات الطبية، لاحظ كثيرون انبعاث رائحة غير مستحبة من أنفاسهم أثناء ارتدائها، والحقيقة أن الكمامة ليست السبب، لكنها تساعد فقط في ملاحظة الروائح التي كانت موجودة مسبقًا.
ورغم أن وجود رائحة يعني غالبًا أن حاسة الشم سليمة أي لا توجد إصابة بفيروس كورونا الذي يفقد المصاب هذه الحاسة إلا أن الرائحة الكريهة قد تكون مؤشرًا على مشكلات صحية يجب عدم تجاهلها.
الشخير وجفاف الفم
يُعد الشخير أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى جفاف الفم أثناء النوم، خاصة لمن ينامون وأفواههم مفتوحة.
ويؤدي هذا الجفاف إلى بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا المسببة للرائحة الصباحية المزعجة.
وللتقليل من المشكلة، يُنصح بتغيير وضعية النوم إلى أحد الجانبين بدلًا من النوم على الظهر، أما في حالة استمرار الشخير، فيُستحسن مراجعة الطبيب لأنه قد يكون عرضًا لـ توقف التنفس أثناء النوم.
مشكلات الأسنان واللثة
بقايا الطعام بين الأسنان تُعتبر المصدر الأول لنمو البكتيريا المسببة للرائحة.
ويؤكد أطباء الأسنان أن استخدام الفرشاة وخيط الأسنان يوميًا قبل النوم أمر ضروري، لكن في حال كانت الرائحة ذات طابع معدني، فقد يشير ذلك إلى التهاب دواعم السن، وهي حالة ناتجة عن تراكم البكتيريا تحت خط اللثة، وقد تؤدي إلى العدوى وتلف الأنسجة إذا لم تُعالج مبكرًا، خصوصًا عند المدخنين.
ارتجاع المريء.. الحمض الذي يسبب الرائحة
يحدث ارتجاع حمض المعدة عندما يتدفق الحمض إلى المريء، وقد يصل أحيانًا إلى الفم، مما يؤدي إلى رائحة كريهة وشعور بحرقة في الحلق.
كما يمكن أن يتسبب الحمض في تهيج أنسجة الفم ونمو المزيد من البكتيريا.
ويُنصح في هذه الحالة بمراجعة الطبيب واتباع نظام غذائي متوازن لتقليل الأعراض.
داء السكري.. رائحة "الكيتون" المميزة
قد تكون رائحة الفم الكريهة إشارة خطيرة إلى خلل في مستويات الأنسولين بالجسم.
فعندما لا يستطيع الجسم استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة، يبدأ في حرق الدهون، مما ينتج عنه مركبات تُعرف بالكيتونات، والتي تعطي النفس رائحة مميزة تشبه الفاكهة أو الأسيتون.
هذه الحالة تستدعي زيارة عاجلة للطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وضبط العلاج.
التهابات الجهاز التنفسي
نزلات البرد والسعال والتهابات الجيوب الأنفية يمكن أن تؤدي إلى تراكم المخاط المحمّل بالبكتيريا، ما يسبب رائحة مزعجة في الفم.
وغالبًا ما تختفي هذه الرائحة مع زوال العدوى أو بعد استخدام علاجات تنظيف الأنف والفم.
تأثير الأدوية والعلاجات
بعض العقاقير تسبب جفاف الفم وبالتالي ظهور الرائحة، ومن أبرزها أدوية القلب (النترات)، والعلاجات الكيميائية، وبعض أدوية الأرق.
حتى الإفراط في تناول الفيتامينات يمكن أن يؤدي إلى النتيجة نفسها، لذا يُنصح بمراجعة الطبيب لتعديل الجرعات أو إيجاد بدائل مناسبة.
حصوات اللوزتين.. السبب الصامت
قد تتكوّن حصوات صغيرة بيضاء في اللوزتين نتيجة تراكم بقايا الطعام والبكتيريا.
وعلى الرغم من أنها غالبًا غير خطيرة، فإنها قد تسبب رائحة قوية وغير محببة.
يمكن إزالتها بسهولة باستخدام فرشاة أسنان أو الغرغرة المنتظمة بعد الأكل.
الجفاف ونقص اللعاب
قلة شرب الماء تقلل من إنتاج اللعاب الذي يعمل كمُنظف طبيعي للفم، مما يؤدي إلى تراكم البكتيريا وظهور رائحة كريهة.
لذلك يُعد شرب كميات كافية من الماء يوميًا أفضل وسيلة طبيعية للحفاظ على رائحة الفم المنعشة وصحة الفم عمومًا.
أمراض الكبد.. رائحة "نتن الكبد"
في بعض الحالات، قد تكون رائحة الفم علامة على خلل في وظائف الكبد، كما في حالة تليف الكبد، وتُعرف هذه الرائحة المميزة باسم "نتن الكبد".
وغالبًا ما تصاحبها أعراض أخرى مثل اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، نتيجة تراكم مادة "البيليروبين" في الجسم.
الفشل الكلوي.. عرض في المراحل المتقدمة
من الأعراض الشائعة في المراحل الأخيرة من مرض الكلى صدور رائحة نفاذة من الفم تشبه الأمونيا.
وتحدث هذه الحالة نتيجة تراكم الفضلات في الدم عندما تفشل الكلى في تنقيته، ما يستدعي التدخل العلاجي الفوري عن طريق الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى.
لا تهمِل العلامة البسيطة
قد تبدو رائحة الفم الكريهة أمرًا بسيطًا أو عارضًا، لكنها في بعض الأحيان ناقوس خطر لمشكلة صحية أعمق.
لذا ينصح الأطباء بعدم تجاهلها، والحفاظ على نظافة الفم وشرب الماء بانتظام، ومراجعة الطبيب عند استمرار الرائحة رغم الاهتمام بالنظافة اليومية.















0 تعليق