من شرم الشيخ إلى غزة.. خارطة طريق مصرية لاستكمال المرحلة الأولى من خطة السلام

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد عدد من أساتذه العلوم السياسية والخبراء، أهمية إنجاح خطة ترامب ومخرجات قمة شرم الشيخ للسلام باعتبارها فرصة استراتيجية لإعادة ضبط المسار السياسي في الشرق الأوسط، وتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة واستكمال مسار التفاوض نحو القضية الفلسطينية.

وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن خطة ترامب للسلام اكتسبت زخمًا دوليًا متزايدًا، وهناك شبه إجماع دولي على ضرورة صمودها باعتبارها فرصة استراتيجية لإعادة ضبط المسار السياسي في الشرق الأوسط، موضحًا أن مصر نجحت خلال مؤتمر شرم الشيخ في تقديم الخطة أمام المجتمع الدولي، واضعةً الأطراف كافة أمام مسؤولياتهم التاريخية، ومؤكدةً أن المرحلة الأولى من التنفيذ تمثل خطوة حاسمة لا تحتمل التأجيل أو التراجع.

الدبلوماسية المصرية 

وشدد "العرابي"، في تصريحات خاصة، على أن الدبلوماسية المصرية تعمل بالتوازي على توحيد الصف الفلسطيني، وهو ما وصفه بأنه ضرورة وطنية ومسؤولية تاريخية، مشيرًا إلى أن غياب التوافق الداخلي لا يخدم سوى الأجندات المعطّلة، ويمنح إسرائيل ذرائع جاهزة للتهرب من التزاماتها، بل وقد يدفعها للعودة إلى التصعيد العسكري، وهو ما تسعى مصر إلى منعه بكل الوسائل الممكنة.

وأضاف أن مصر لا تكتفي بالتحركات السياسية، بل تعمل أيضًا على الأرض داخل قطاع غزة، من خلال دعم المشاريع الإنسانية والتنموية، بهدف تثبيت الاستقرار الميداني، والقضاء على أي ذرائع إسرائيلية قد تُستخدم لإفشال قوة الدفع التي أعقبت مؤتمر شرم الشيخ، مؤكدًا أن هذه الجهود الميدانية تُعد امتدادًا طبيعيًا للدور السياسي المصري، وتعكس التزامًا عمليًا بحماية المسار التفاوضي من أي انتكاسات.

واختتم "العرابي" بالتأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب إرادة سياسية واضحة، ودعمًا إقليميًا ودوليًا متماسكًا، مع ضرورة استمرار التنسيق العربي، وتحديدًا دعم الدور المصري الذي أثبت فاعليته في إدارة الملفات المعقدة واحتواء التوترات، معتبرًا أن نجاح هذه المرحلة لا يُقاس فقط بوقف التصعيد، بل بمدى قدرة الأطراف على البناء على ما تحقق في شرم الشيخ، وتحويل التفاهمات إلى خطوات عملية ملموسة تضمن استدامة التهدئة، وتفتح الباب أمام تسوية شاملة تعيد الحقوق وتحقق الأمن والاستقرار للجميع.

مخرجات قمة شرم الشيخ 

من جانبه، قال إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن "خطة ترامب" ومخرجات قمة شرم الشيخ للسلام تعتبران بمثابة إنجاز تاريخي في مسار القضية الفلسطينية، خاصة في ظل الأوضاع المعقدة التي تشهدها المنطقة، موضحا أن هذه الخطوات تمثل نقطة تحول استراتيجية في التعامل مع القضية الفلسطينية، حيث تم الاتفاق على وقف إطلاق النار، وهو ما يُعد ثمرة لجهود مضنية بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية ومصر على حد سواء.

ولفت بدر الدين، في تصريحات خاصة، أنه إذا كان لنجاح وقف إطلاق النار أن يكون ممكنًا، فإن الفضل في ذلك يعود إلى التعاون العميق بين القيادة المصرية والأمريكية وباقي الأطراف سواء قطر أوتركيا، فضلًا عن الدور الذي لعبته مصر في تسهيل التفاوض وتوفير الضمانات التي أسهمت في ضمان استمراريته، ولولا هذه الجهود، لما تم التوصل إلى اتفاق يحفظ أرواح المدنيين ويمهد الطريق لمرحلة جديدة من إعادة الإعمار والتهدئة."

وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، إن قمة شرم الشيخ قد أسفرت عن قرارات هامة تخص إعادة الإعمار في قطاع غزة، وهذا لا يمكن أن يكون سوى بداية لعملية طويلة الأمد تتطلب تعاونًا دوليًا مستدامًا، لكن ذلك يستدعي أيضًا التزامًا حقيقيًا من كافة الأطراف للانتهاء من المرحلة الأولى من الاتفاق، رغم وجود عدد من المعوقات ولكن بمزيد من الوساطة المصرية والأمريكية يمكن الضغط على اسرائيل لاستكمال خطوات المرحلة الأولى.

من جهته، أكد اللواء أسامة كبير، المستشار بكلية القادة والأركان، أن إنجاح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومخرجات مؤتمر شرم الشيخ، يمثلان ضرورة ملحّة للانتهاء من المرحلة الأولى لوقف إطلاق النيران في غزة، مشيرًا إلى أن مصر تبذل جهودًا حثيثة لتوحيد الصف الفلسطيني من خلال الاجتماعات المتواصلة مع الفصائل الفلسطينية، بهدف تفويت الفرصة على إسرائيل وعدم منحها أي ذريعة للعودة إلى الحرب.

وأوضح كبير، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن جهود مصر في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والتجهيز لمرحلة إعادة الإعمار تسير بوتيرة مكثفة، إلى جانب مشاركتها في استخراج الجثامين وتقديم الدعم اللوجستي والطبي، مؤكدًا أن هذه الجهود لا تقبل المزايدة بأي شكل من الأشكال، لأنها تنبع من التزام مصر التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة والأمن والاستقرار.

وشدد المستشار بكلية القادة والأركان على أن اليوم التالي لوقف الحرب لا يمكن أن يُدار فقط من منظور عسكري أو أمني، بل يتطلب معالجة شاملة للجراح العميقة التي لحقت بالمجتمع الغزّي، لافتًا إلى أن الدور العربي والإسلامي في هذه المرحلة سيكون أكثر فاعلية ومصداقية من أي تدخل غربي، لا سيما أن القوى الغربية كانت في بداية العدوان داعمة لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا، قبل أن تتبدل مواقفها تحت ضغط الرأي العام العالمي الذي أدرك أن ما يحدث هو حرب إبادة جماعية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق