الشعب المصرى العظيم هو حجر الزاوية والأساس المتين الذى ترتكز عليه جهود إعادة بناء مصر الحديثة، وهو الشريك الأصيل للقيادة السياسية فى هذه الملحمة الوطنية التى تستهدف وضع مصر فى مكانتها المستحقة بين الأمم.
فمنذ اللحظات الفارقة فى تاريخ الوطن الحديث، أثبت هذا الشعب، بتاريخه الممتد لآلاف السنين وحضارته الراسخة، أنه يمتلك وعيًا فطريًا وإرادة لا تلين، تجعله دائمًا على استعداد للتضحية والبذل من أجل رفعة بلاده ومستقبل أجياله.
هذا الالتفاف الشعبى ليس مجرد دعم عاطفى، بل قناعة راسخة بأهمية المرحلة وضرورة التكاتف خلف رؤية وطنية موحدة تتجاوز المصالح الضيقة وتتطلع إلى مستقبل مشرق. وتتجسد هذه الشراكة الحقيقية فى صبر الشعب وتحمله العديد من التحديات الاقتصادية والإصلاحات الهيكلية الضرورية التى كان لا بد منها لتصحيح المسار.
فالمواطن المصرى يدرك بعمق أن بناء دولة قوية ومستقرة اقتصاديًا واجتماعيًا يتطلب تضحيات فى الحاضر لجنى ثمار التنمية والرخاء فى المستقبل. وهذا الوعى هو الوقود الذى يدفع عجلة التنمية للأمام.
ويعتبر الشعب المصرى الشريك الفاعل فى تنفيذ المشاريع القومية الكبرى التى تشهدها البلاد، بدءًا من مشروعات البنية التحتية العملاقة التى غيَّرت وجه مصر، مرورًا بالمدن الجديدة الذكية التى تستوعب النمو السكانى وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والعيش الكريم، ووصولًا إلى المبادرات الاجتماعية والصحية غير المسبوقة مثل «حياة كريمة» التى تستهدف تحسين جودة حياة ملايين المصريين فى الريف، حيث لا يقتصر دور الشعب على المراقبة أو الاستفادة فحسب، بل يمتد ليشمل المساهمة والمشاركة الفعالة فى هذه المشروعات، سواء بالعمل الجاد والمخلص، أو بتبنى ثقافة الإنتاج والجدية فى كل مناحى الحياة.
إن هذا التلاحم بين الشعب والقيادة السياسية يمثل جدار حماية منيعًا فى مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية المعقدة، فمصر تقع فى قلب منطقة مضطربة، وتواجه تهديدات غير تقليدية تستهدف استقرارها ووحدتها الوطنية. وفى كل مرة كان الوعى الشعبى هو خط الدفاع الأول الذى يحبط محاولات زعزعة الاستقرار وبث الفتنة.
فالمصريون يدركون قيمة الاستقرار والأمن اللذين تحققا بعد سنوات من الفوضى، ويقفون صفًا واحدًا خلف مؤسسات الدولة الوطنية، مدركين أن قوة مصر تكمن فى وحدتها وتماسكها. كما أن دعم الشعب يمنح القيادة السياسية الشرعية والقوة اللازمة لاتخاذ القرارات المصيرية، سواء على الصعيد الداخلى المتعلق بالإصلاح الاقتصادى والاجتماعى، أو على الصعيد الخارجى فيما يخص حماية الأمن القومى المصرى ومصالحه الاستراتيجية.
ولا يمكن إغفال الدور المحورى للشباب فى هذه المعادلة، فهم يمثلون الثروة الحقيقية للوطن، وبدعمهم للرؤية المستقبلية، يشاركون بقوة فى مسيرة التحول الرقمى والتكنولوجى، ويسهمون بأفكارهم المبتكرة وطاقتهم اللا محدودة فى بناء اقتصاد معرفى حديث. فهم يرون فى مصر الجديدة مشروعهم المستقبلى، ويعملون بجد للحصول على فرص التعليم والتدريب التى تؤهلهم لقيادة قاطرة التنمية فى الغد.
ومن المهم التأكيد أن العلاقة بين الشعب والقيادة تتجاوز مفهوم الدعم التقليدى لتصل إلى مرحلة الشراكة فى تحمل المسئولية وتجسيد القيم الوطنية، فالشعب المصرى العظيم يمارس دوره فى الرقابة والمحاسبة عبر آليات ديمقراطية ووطنية.
وشارك فى الحوار الوطنى الذى أطلقته القيادة السياسية لفتح المجال أمام كل الآراء والأطياف للمساهمة فى صياغة مستقبل الوطن، وهذا التفاعل الإيجابى هو دليل على نضج التجربة السياسية المصرية ورغبة حقيقية فى بناء جمهورية جديدة تقوم على أسس الشفافية والمشاركة.
كما أن الإيمان بقدرات مصر ومكانتها التاريخية والحضارية هو القوة الدافعة التى تلهم الشعب للمضى قدمًا، فالمصريون لا ينظرون إلى التحديات كعقبات مستحيلة، بل كفرص لإثبات عزيمتهم وقدرتهم على التغلب عليها، ومقولة «مصر أم الدنيا» ليست مجرد عبارة فخر، بل هى التزام تاريخى وحضارى يفرض عليهم العمل بجدية وإخلاص لإعادة صياغة دور مصر الريادى فى المنطقة والعالم.
ويظل هذا الالتفاف الشعبى حول القيادة السياسية هو الضمانة الأكيدة لاستمرار مسيرة التنمية والنهوض، وهو الرسالة الأقوى للعالم بأن مصر تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أفضل، وأن الشعب المصرى هو البطل الحقيقى لهذه الملحمة الوطنية الكبرى التى تسطر فصول مصر الجديدة، وستظل مصر، بإرادة شعبها العظيم وتصميم قيادتها، شامخة وقوية، تنعم بالأمن والاستقرار والرخاء، شاهدة على أن وحدة الصف هى مفتاح النجاح والعبور إلى المستقبل.

















0 تعليق