قال المواطن السوداني سيف الدين عبدالله، إن ميليشيا الدعم السريع ومعاونيها ارتكبت في مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، "انتهاكات متجردة من ضمير الإنسان وبلا رحمة بحق المدنيين الأبرياء"، مشيرًا إلى أن ما يجري "يُعيد سيناريو الإبادة الجماعية الذي وقع ضد قبيلة المساليت في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، لكن هذه المرة على أساس عرقي وقبلي جديد".
المواطنون في الفاشر يُقتلون بأبشع الطرق
وأوضح عبدالله في تصريح خاص لـ الدستور، أن "المواطنين في الفاشر يُقتلون بأبشع الطرق دون سبب، ولا يستطيعون النزوح إلى مناطق آمنة، إذ يتعرض من يحاول الخروج لمصيدة الجنجويد ويتم قتله بدمٍ بارد"، مضيفاً أن "الموت يخيّم على كل شبر من المدينة، فالأهالي لا يموتون بالرصاص فقط، بل جوعاً بعد نفاد الغذاء".
وأكد أن "ميليشيا الدعم السريع فرضت حصارا خانقا على المدينة، ومنعت دخول الإمدادات الطبية والغذائية، ما دفع الأهالي إلى أكل علف الحيوانات (الأمباز) وأوراق الأشجار والجلود اليابسة في محاولة للبقاء على قيد الحياة".
وأشار إلى أن "الميليشيا قامت كذلك بتصفية أعداد كبيرة من المدنيين العزّل، ووثّقت جرائمها بشكل علني أمام العالم، في انتهاك صارخ لكل القوانين الإنسانية والدولية".
وأضاف عبدالله أن "ما يجري في الفاشر ليس صراعا عسكريا بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، بل هو عملية ممنهجة لاستهداف المدنيين من قبل الميليشيا، تنفذها بدعم من دول تسعى لإشعال الفتنة ونهب مقدرات البلاد لصالحها".
وقال إن "انتهاكات ميليشيا الدعم السريع شملت اغتصاب النساء وبيع بعضهن كسبايا لدول أجنبية، وقتل الأطفال وكبار السن، واعتقال الأطباء والإعلاميين، واختطاف التجار والمواطنين وطلب فدية مالية كبيرة لإطلاق سراحهم"، مشيراً أيضاً إلى "اغتيال المتطوعين العاملين في تقديم الطعام والإغاثة داخل المدينة ومعسكرات النازحين".
وشدد عبدالله على أن "الميليشيا تسعى إلى السيطرة على الفاشر لتقديم نفسها للمجتمع الدولي كقوة مهيمنة في إقليم دارفور، واستخدام المدينة كورقة تفاوض سياسية"، لكنه أكد أن "التاريخ والعالم يشهدان على تضحيات القوات المسلحة السودانية وأبطالها من رجال ونساء تصدوا ببسالة للتمرد المسلح الذي شنته ميليشيا آل دقلو على الجيش والمواطنين".
واختتم عبدالله تصريحه قائلاً: "الفاشر ستظل قوية بأبطالها وفرسانها، وبالقوات المسلحة والقوات المشتركة والأجهزة النظامية والمقاومة الشعبية، القادرة على كسر شوكة التمرد وحماية السودان من العدوان الداخلي والخارجي، إن قوة الإرادة ستنتصر مهما طال الزمن".

















0 تعليق