"حكاية لوحة".. حلم "ثبات الذاكرة" المثير لـ سلفادور دالي

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعد لوحة “ثبات الذاكرة”، واحدة من أشهر لوحات القرن العشرين، وهي اللوحة التي رسمها الفنان سلفادور دالي عام 1931، ويربطها الفنانون والنقاد عادة بـ الحركة السريالية، فما حكاية هذه اللوحة المثيرة؟.

ما حكاية لوحة "ثبات الذاكرة" لـ سلفادور دالي؟

تعتبر اللوحة من أوائل لوحات سلفادور دالي التي نفذها باستخدام منهجه "النقدي البارانويدي"، حيث يصور صراعاته النفسية ورهابه، فقد درس التحليل النفسي وتأثر بعالم النفس سيجموند فرويد قبل الانضمام إلى السرياليين.

 

ولعبت الأحلام دورًا رئيسيًا في حياة ولوحات دالي، حيث سعى لتجسيده لحلم راوده، ويبلغ حجم لوحة "ثبات الذاكرة" (24 × 33 سم)، والمكان الذي رسمه في لوحته هو شاطئ بحر أقصى شمال كاتالونيا في كيب كروس.

 

ووفقًا للموسوعة البريطانية، تسخر اللوحة من الزمن وصلابة الوقت من خلال الساعات الذائبة، وتبدو الساعات نفسها مثل الجبن الطري، وفقا لما وصفه الفنان سلفادور دالي.

ما حكاية لوحة "ثبات الذاكرة" لـ سلفادور دالي؟

ويقال إن اللوحة مستوحاة من الهلوسة التي كانت في ذهن سلفادور دالي، بعد تناول جبن كاممبير، وأسفل إحدى الساعات، ويُمثل النمل الموجود على الطبق إلى خوف دالي المعروف من الحشرات، ويرى بعض مؤرخي الفن بأن اللوحة مستوحاة من نظرية النسبية لألبرت أينشتاين، وأنها كانت بمثابة استجابة لها.

 

تُشير لوحة "ثبات الذاكرة" إلى تأثير التقدم العلمي وقراءته في العلوم خلال حياته، حيث يعكس المشهد، وإن كان أشبه بالحلم، تركيزًا فرويديًا على مشهد الحلم، بينما قد تُشير الساعات المنصهرة إلى نظرية النسبية لأينشتاين، حيث يُشير العالم إلى تشوه المكان والزمان.

الخوف والموت في لوحة “ثبات الذاكرة”

ووفقًا لموقع Dalipaintings، فإن ساعات الجيب ليست الإشارات الوحيدة للزمن في اللوحة، فالرمل يُشير إلى رمال الزمن، والرمال في الساعة الرملية، والنمل له أجسام تشبه الساعة الرملية، كما يشير المحيط البعيد إلى الخلود أو الأبدية.

وهذه  اللوحة، التي أكملها دالي في عام 1931، أصبحت محفوظة في متحف متروبوليتان للفنون في مدينة نيويورك لأكثر من 80 عامًا، بعد أن تبرع بها راعٍ مجهول في عام 1934، وهي حاليًا موجودة في متحف الفن الحديث.

ويرى بعض الفنانين إلى أن الثلاث ساعات في اللوحة تشير إلى الماضي والحاضر والمستقبل، كما توحى الحشرات في لوحة "ثبات الذاكرة"، على وجه الساعة إلى الخوف من الموت، والتفكك.

 

كما يمثل الفرع المكسور في اللوحة، والذي يحدده خبراء الفن على أنه شجرة زيتون في سياق أعمال فنية أخرى لدالي، زوال الحكمة القديمة وكذلك موت السلام، مما يعكس المناخ السياسي بين الحربين العالميتين وكذلك الاضطرابات التي أدت إلى الحرب الأهلية الإسبانية في بلد الفنان سلفادور دالي الأصلي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق