أكد الدكتور حمدي سعد، عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا، أن بناء الإنسان المصري هو حجر الأساس في نهضة المجتمع وتقدّمه، مشيرًا إلى أن الكلية دأبت على عقد مؤتمراتها العلمية دعمًا لمسيرة البحث العلمي، ومواكبةً للتطورات التقنية والمعرفية التي تفرضها المرحلة الراهنة.
جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر العلمي الدولي السادس للكلية، المنعقد هذا العام تحت عنوان: «التقنيات المعاصرة ودورها في بناء المجتمع في ضوء المبادرة الرئاسية (بناء الشخصية المصرية) – رؤية شرعية وقانونية»، برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد عبدالرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور رمضان عبد الله الصاوي، نائب رئيس الجامعة للوجه البحري.
ركائز النهضة الوطنية الشاملة
وأكد الدكتور "حمدي سعد" أن عقد المؤتمر يأتي تجسيدًا لرؤية مصر 2030، ودعمًا للمبادرة الرئاسية لبناء الشخصية المصرية، التي تُعدّ من أهم ركائز النهضة الوطنية الشاملة، موضحًا أن الإنسان هو محور التنمية وغايتها، مستشهدًا بقول الله تعالى:﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ وقول النبي ﷺ: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
وأوضح أن صلاح الفرد هو طريق إصلاح الأمة، وأن بناء الشخصية المتزنة علميًا وأخلاقيًا هو السبيل الحقيقي لنهضة المجتمع.
وأضاف عميد الكلية أن التقنيات المعاصرة – وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي – أصبحت واقعًا يفرض نفسه على كل مجالات الحياة، من تعليمٍ واقتصادٍ وإدارةٍ وقضاءٍ وطبٍّ وأمنٍ وبيئة، وهو ما يفرض على العلماء والفقهاء دراسة هذه التحولات دراسةً دقيقة تُبين أبعادها الشرعية والقانونية، وتضع ضوابط رشيدة لاستخدامها بما يحقق الخير والصلاح للأمة.
وأشار عميد الكلية إلى أن الفقه الإسلامي بمرونته، والقانون الوضعي بسعته، لا يقفان موقف الجمود أمام التطور التقني، بل يمتلكان القدرة على توجيهه توجيهًا يحقق مقاصد الشريعة ومصالح الناس، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يسعى إلى تحقيق التكامل بين الأصالة والمعاصرة، وبين العلم والدين، من خلال وضع ضوابط شرعية وقانونية لاستخدام التقنيات الحديثة في ضوء القيم الأخلاقية والمجتمعية.
كما بيّن فضيلته أن أهداف المؤتمر تشمل تحقيق مقاصد الشريعة في بناء الشخصية المصرية في ظل التطور التقني، وتحديد الأسس الفقهية والقانونية لاستخدام التكنولوجيا الحديثة، إضافةً إلى دراسة آثارها في مجالات الأمن والقضاء والطب والاقتصاد والإدارة، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين من الجامعات المصرية والعربية.
وفي ختام كلمته، عبّر الدكتور حمدي سعد، عن خالص شكره وتقديره لرئيس الجمهورية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، لحرصة علي تحقيق النفع والخير للبلاد والعباد، مضيفًا أن تكون نتائج المؤتمر لبنةً جديدة في بناء الإنسان المصري الواعي القادر على مواكبة متطلبات العصر، في ضوء قيم الشريعة وهويتنا الوطنية الأصيلة.
 
  
  
  
 






 
            



 
                
            
0 تعليق