الثلاثاء 28/أكتوبر/2025 - 12:14 ص 10/28/2025 12:14:38 AM
شاهدت بيعة مرشد الإخوان السابع
كنت معتادا زيارة مكتب إرشاد جماعة الإخوان، بالدور الأول لكورنيش النيل بمنيل الروضة بشكل معتاد ومنتظم، منذ بداية الألفية الجديدة، لنقل ما يدور داخل جدرانها، وفورإعلان وفاة المستشار مأمون الهضيبي في يناير 2004، حيث كانت بداية " الفتنة " داخل جدار جماعة الإخوان حتي اللحظة، والتي بدأت بتأخير إعلان المرشد السابع، خلفا للهضيبي الذي كان يمثل آخر جيل المؤسسيين، والذي تمكن من السيطرة علي ثورة جيل الوسط، المطالبين بتعديلات وتغيرات علي الكثير من مبادئ ومفاهيم الجماعة.
وكان الحظ حليفي عندما، حضرت بيعة اختيار مهدي عاكف المرشد السابع، والتعرف عن قرب لكيفية اتمام عملية مبايعة المرشد، التي كانت " سرا " من اسرار جماعة الإخوان منذ تأسيسها قبل 100 عام.
كنت احرص علي زيارة مكتب الإرشاد، مع إقامة صلاة الظهر التي كانت تقام بصالة المكتب، وهو ما حدث يوم بيعة عاكف، لكن لاحظت قلة عدد المصلين علي غير المعتاد، مع اختفاء القادة الكبار من صفوف الجماعة بإستثناء مهدي عاكف ومحمد حبيب وخيرت الشاطر.
وآم المصلين مهدي عاكف الذي قام فور التسليم مخاطبة المصلين الذين لم يزيدوا عشرة اشخاص كنت أحدهم بالصف الأول خلف الأمام، فكنت شديد الإنصات والاستماع لما يدور خلال هذه اللحظات، بعد أن ادركت أن الجماعة اختارت مرشدها، ورأيت حضورعددا من مراقبي جماعة الإخوان في عدد من الأقطار العربية كالسودان وسوريا والأردن وآخرين للقاهرة، وهو أمر علي غيرالمعتاد.
مهدي عاكف أعلن بشكل مباشر بعد أن حمد الله وأثني علي رسوله الكريم، اختياره مرشدا سابعا للحركة الأكثر تطرفا في تاريخ سجل الجماعات الإسلامية، وإعلانه أنه قبل البيعة التي حظي بها من أعضاء مكتب الإرشاد البالغ عددهم نحو 13 عضوا، وأنه يشكر ثقة مراقبي الجماعة في الأقطار العربية، وبخاصة مراقب السودان الذي حضر نائبا عن حسن الترابي مراقب الإخوان في السودان والذي كانت علاقته بالحكومة المصرية في ذلك الوقت في اسوأ حالتها نظرا لتقلبات الترابي السياسية تجاه الدولة المصرية.
مراقبو الإخوان بالخارج استمعوا لكلمة عاكف في غياب حضور قادة جماعة الداخل، والذين تخلفوا ايضا عن حضور صلاة الجماعة لأسباب غير مفهومة، وشدد عاكف في كلمته التي لم تستغرق غير دقيقتان علي الأكثر،أنه آخرمرشد لفترتين وأول مرشد لمرة واحدة، وأن الجماعة تبنت فكرة تداول سلطة منصب المرشد، لتكون قدوة للحكومة التي كانت تستعد في ذلك الوقت لانتخابات رئاسية للمرة الأولي بين أكثر من مرشح.
وبدأت كلمات الوفود، التي بدأها مراقب السودان معلنا مبايعة عاكف علي السمع والطاعة، والحفاظ علي الدعوة الإسلامية، وهي الجملة التي قررها باقي حضور مبايعة المرشد السابع، والذي نقلت لرئيس تحريري الدكتور عبدالحليم قنديل، أن الجماعة في عهد مهدي عاكف سوف تشهد صدامات كبري قبل أن التقي فيما بعد عاكف مرات ومرات، تعرفت خلالها عما يدور في رأس الإخوان وهو ما آهلني لصناعة الأخبار عنهم.. كانت معظمها قاتلة بالنسبة لهم.






