مهرجان الإسماعيلية يفتح ملف التراث اللامادي: من الورق إلى الرقمنة

مهرجان الإسماعيلية يفتح ملف التراث اللامادي: من الورق إلى الرقمنة
مهرجان
      الإسماعيلية
      يفتح
      ملف
      التراث
      اللامادي:
      من
      الورق
      إلى
      الرقمنة

ناقش مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية في دورته الخامسة والعشرين قضية توثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي، وتحولاته من التدوين الورقي إلى التوثيق الرقمي، ضمن ندوة علمية احتضنتها قاعة المؤتمرات بالقرية الأولمبية، بمشاركة نخبة من الباحثين والفنانين والمهتمين بالفنون الشعبية.


التراث الحي بين الذاكرة والحداثة

أدار الندوة الشاعر الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، مؤكدًا أن مهرجان الإسماعيلية يتميز بدمجه بين العروض الفنية والحوارات العلمية المتخصصة التي تعمّق فهم الفنون الشعبية.

وأوضح أن الثقافة هي البعد الأصيل في حركة الرقص الشعبي، وأن الراقص الواعي لا يؤدي بحركات جسده فقط، بل يعبر عن وعي حضاري وتاريخي متجذر.

وشدد شومان على أن أغلب الفرق الحالية مستلهمة من التراث الشعبي لكنها فقدت شيئًا من روحها الأصيلة بعد تراجع العزف الحي لصالح الموسيقى الإلكترونية، داعيًا إلى تطوير الحركات التراثية لا هجرها، والحفاظ على هوية كل فرقة من خلال الزي والأداء واستخدام الأدوات التقليدية.


الرقمنة طريق البقاء والتجدد

من جانبه، تحدث الفنان عمرو عجمي عن أهمية التحول الرقمي في تطوير الفنون الشعبية، معتبرًا التكنولوجيا وسيلة لإنعاش التراث ونشره عالميًا، لا نقيضًا له.

وأشار إلى أن استخدام الإضاءة والمؤثرات البصرية والوسائط الرقمية بات عنصرًا أساسيًا في عروض اليوم، مستشهدًا بتجربة افتتاح المهرجان على المسرح الروماني بالإسماعيلية، حيث امتزج الفن الشعبي بالتقنيات الحديثة في عرض بصري لافت.

وأضاف عجمي أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة جديدة لتقديم الفنون الشعبية، مذكّرًا بتجربته خلال جائحة كورونا حين أطلق أغنية "من قلب الدنيا" بمشاركة فنانين من 46 دولة، جمعت بين الأداء المصري والعالمي.

واقترح إنشاء مدارس فنية صغيرة لتعليم الأطفال الرقص الشعبي، حفاظًا على استمرارية الفن بروح معاصرة.


الرقص الشعبي.. ذاكرة تتحرك

أما الدكتور حسام محسب، أستاذ الرقص الشعبي بأكاديمية الفنون، فأكد أن الرقص الشعبي ليس مجرد أداء فني بل هو أرشيف حي للثقافة غير المادية، يوثق العادات والتقاليد والموسيقى الشعبية في آن واحد.

واستعرض تجربته في تأسيس فرقة أسيوط للأطفال عام 2002، مشيرًا إلى أن أعضاءها اليوم أصبحوا من أعمدة فرقة الكبار، مما يؤكد دور التعليم المبكر في الحفاظ على استمرارية الفنون التراثية.

ودعا محسب إلى النظر للرقص الشعبي كـ"لغة الشعوب" التي تنقل الذاكرة الجمعية من جيل إلى آخر.


قاموس للحركات وحياة للفنون

في مداخلته، شدد الدكتور محمد فرماوي، المشرف الفني لفرقة رضا، على أن حفظ التراث لا يتحقق بالتوثيق فقط، بل بممارسته المستمرة عبر الأجيال.

واقترح إنشاء قاموس حركي لتوثيق الخطوات والرقصات الشعبية المصرية، لحمايتها من الاندثار، مشيرًا إلى ضرورة حفظ رقصات مثل "التماس" و"الهوسيت" التي تحمل خصوصيات ثقافية فريدة.


تكريم وورش ومبادرات مستقبلية

تخللت الندوة فقرة فنية قدمتها فرقة المنيا للفنون الشعبية، إلى جانب مداخلات من الحضور، حيث اقترح المدرب محمود يحيى عقد ورش لصناعة الآلات الشعبية المندثرة، بدلاً من استيراد الآلات الأجنبية.

واختتمت الفعالية بتكريم الدكتور أحمد يونس، واسم الراحلين زكريا الحجاوي ومحمود السمان بدرع الهيئة وشهادات تقدير من وزارة الثقافة ومحافظة الإسماعيلية.


ندوات متخصصة وآفاق مفتوحة

تُقام الندوات العلمية للمهرجان تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية بعنوان "الفنون الشعبية بين الذاكرة الثقافية وآفاق المستقبل"، وتتواصل غدًا بندوة جديدة بعنوان "الفنون الشعبية في زمن العولمة.. التحديات والفرص" بمشاركة نخبة من الباحثين.

يُذكر أن المهرجان يُقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بالتعاون مع عدد من الجهات الرسمية، بمشاركة 25 فرقة مصرية وأجنبية، وتستمر فعالياته حتى 30 أكتوبر الجاري، في احتفالية تمزج بين التراث الأصيل والابتكار المعاصر.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بسبب عادل إمام وسعاد حسني.. مديحة حمدي تتصدر التريند ما القصة؟
التالى الحمصاني: الحكومة تبحث فرصًا استثمارية جديدة في بورسعيد (فيديو)