شيّع المئات من أهالي منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، جثامين الأم وأطفالها الثلاثة، ضحايا الجريمة المروعة التي هزّت الشارع المصري خلال الأيام الماضية.
وسادت مراسم التشييع مشاهد مؤلمة من الدموع والدعوات بالرحمة للضحايا، وسط حالة من الصدمة والحزن العميق بين الأهالي الذين تابعوا تفاصيل الحادث باهتمام بالغ.
وقال جد الأطفال: "استلمنا الأطفال ووالدتهم من المشرحة، وهنصلي عليهم في مسجد محمود عبد الله بجوار المنزل، والدفنة هتكون في مقابرنا بالفيوم، ومفيش حد من أسرة الزوجة حضر حتى الآن، وربنا يسامحهم ويغفر لهم، وحقهم هيرجع بأمر الله".
وأكدت التحريات أن جهات التحقيق المختصة أصدرت تصريحًا بدفن الجثامين بعد انتهاء عملية التشريح، وتم تسليم الضحايا لذويهم من مشرحة زينهم.
وكانت التحقيقات قد كشفت عن تفاصيل صادمة للجريمة، إذ تبين أن المتهم، ويدعى "أحمد. م"، 38 سنة، صاحب محل أدوات وأعلاف بيطرية، أقام علاقة غير شرعية مع والدتهم، وعندما طالبت الضحية بالزواج منه، بدأ يشعر بالقلق من افتضاح أمره، فقرر الانتقام منها والتخلص من أطفالها الثلاثة.
وأشار المتهم في اعترافاته أمام رجال المباحث إلى أنه قام باستخدام مادة سامة حصل عليها من المحل، وخلطها في عصير قدّمه للأم وأطفالها، ما تسبب في وفاتهم تباعًا.
وأضاف أن الابن الأكبر وشقيقته تعرضا للتسميم مباشرة، فيما رفض الطفل الثالث تناول العصير، فقام المتهم بإلقائه في ترعة المنصورية، قبل أن يستعين بعامل لديه في المحل، يدعى "رمضان. ص"، 54 سنة، وأحضرا "توكتوك" لنقل الطفلين الآخرين وإلقائهما عند مدخل عقار بمنطقة اللبيني.
كان اللواء محمد مجدي أبو شميلة، مدير أمن الجيزة، تلقى بلاغا من العميد عمرو حجازي، رئيس قطاع الغرب، بعد اكتشاف جثتي طفلين أحدهما 13 سنة والأخرى 11 سنة في حالة إعياء، ونقلهما للمستشفى حيث توفيا لاحقًا. وفور تلقي البلاغ، انتقل المقدم مصطفى الدكر، رئيس مباحث قسم شرطة الهرم، والرائد أحمد عبادة والنقباء محمد شريف وأحمد كمال إلى مكان الواقعة لجمع المعلومات وتحريات الواقعة.
كما أظهرت التحقيقات أن المتهم حاول تضليل جهات التحقيق بادعاءات كاذبة لتغطية جريمته، قبل أن تكشف أقوال الطفلة الصغيرة، التي أدلت بجملة غامضة: "أنا ليا بابا اسمه حمادة وبابا اسمه أحمد"، الحقيقة الكاملة. وأكدت النيابة العامة أنها تواصل التحقيق مع المتهم تمهيدًا لإحالته إلى المحاكمة الجنائية، مع استمرار جمع كل الأدلة والشهود لضمان كشف جميع الملابسات.
وشهدت الواقعة حالة من الغضب والاستياء بين الأهالي، الذين طالبوا بضرورة توقيع أقصى العقوبات على المتهم لإعادة الحق لأسر الضحايا ومنع تكرار مثل هذه الجرائم البشعة التي تهز المجتمع.
وتشير المصادر إلى أن التحقيقات شملت متابعة تحركات المتهم، وتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة، واستجواب العاملين معه، لاسيما بعد اكتشاف أن الجريمة ارتكبت بدوافع شخصية تتعلق بعلاقة غير مشروعة مع والدة الأطفال.
وبينما استمرت أعمال التشريح والتحريات، ظل جد الأطفال والعائلة يودعون الضحايا في مشهد مؤثر، مؤكدين على صعوبة استيعاب حجم المأساة، ومطالبين بالعدالة ومعاقبة مرتكب الجريمة بأقصى العقوبات وفق القانون.




