تستعد مصر لاستقبال حدث استثنائي ينتظره العالم بأسره، حيث تفصلنا أيام قليلة عن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يمثل نقلة نوعية في إبراز الهوية الثقافية والحضارية لمصر.
ويعيش المتحف خلال هذه الفترة حالة من العمل الدؤوب في كل تفاصيله، استعدادًا لإخراج احتفالية عالمية تليق باسم مصر العظيم وتاريخها الممتد عبر آلاف السنين.

أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة
يُعد المتحف المصري الكبير أحد أضخم المشروعات الثقافية في القرن الحادي والعشرين، حيث وُصف بأنه أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة _ حضارة مصر القديمة.
يمتد المتحف على مساحة 490 ألف متر مربع، ويضم مدخلًا رئيسيًا بمساحة 7 آلاف متر مربع يتصدره تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني الذي يستقبل الزوار عند دخولهم في مشهد يربط الماضي بالحاضر.
تجربة استثنائية للزوار والسائحين
يُقدم المتحف تجربة فريدة وغنية لزواره من خلال 12 قاعة عرض رئيسية تمتد على مساحة تقارب 18 ألف متر مربع، صُممت لتروي قصة الحضارة المصرية من خلال عرض متكامل يستخدم أحدث تقنيات العرض والإضاءة والتفاعل الرقمي.
كما يضم المتحف قاعات عرض مؤقتة بمساحة حوالي 1700 متر مربع لاستضافة معارض دولية ودورات ثقافية متجددة، مما يجعل المتحف مركزًا ثقافيًا عالميًا مفتوحًا للحوار الحضاري بين الأمم.

كنوز توت عنخ آمون تُعرض كاملة لأول مرة
من أبرز ما يميز المتحف المصري الكبير هو تخصيص منطقة عرض خاصة لمقتنيات الملك توت عنخ آمون على مساحة تقارب 7.5 آلاف متر مربع، تشمل أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية من كنوز الفرعون الذهبي، تُعرض مجتمعة لأول مرة في التاريخ.
وتُعد هذه المجموعة الأثرية من أهم الكنوز الملكية في العالم، حيث تتيح للزائرين فرصة فريدة لاكتشاف تفاصيل الحياة الملكية في مصر القديمة ومظاهر الفن والإبداع في العصر الذهبي للحضارة الفرعونية.
متحف الطفل وتجربة تعليمية متميزة
ولإثراء تجربة الزيارة وجعلها مناسبة لجميع الأعمار، يضم المتحف متحف الطفل المقام على مساحة 5 آلاف متر مربع، والذي يقدم محتوى تفاعليًا تعليميًا يربط الأطفال بالحضارة المصرية بطريقة ممتعة ومبسطة.
ويُتوقع أن يجذب المتحف عند افتتاحه الكامل أكثر من 5 ملايين زائر سنويًا من مختلف أنحاء العالم، ليصبح أحد أهم المقاصد السياحية والثقافية على مستوى العالم.

رحلة طويلة من الحلم إلى الواقع
بدأت قصة المتحف المصري الكبير منذ مايو 2005 حين انطلقت أعمال تهيئة الموقع وإزالة المخلفات تمهيدًا للبناء.
وفي عام 2016 بدأت مرحلة الإنشاءات الكبرى للمتحف وفقًا لأعلى المعايير العالمية في التصميم والبناء، حتى تم تشغيله تجريبيًا في أكتوبر 2024، ليُفتتح رسميًا في 1 نوفمبر 2025، في احتفالية ضخمة ينتظرها العالم بشغف.
إشادة ثقافية واسعة واستعدادات غير مسبوقة
أجمع المثقفون والخبراء على أن المتحف المصري الكبير يمثل علامة فارقة في إبراز الريادة الثقافية والحضارية لمصر، ويمثل قوة ناعمة جديدة تعيد رسم صورة مصر أمام العالم كمركز للإبداع الإنساني وحافظة لذاكرة التاريخ.
ووصف عدد من الخبراء افتتاح المتحف بأنه حدث عالمي فريد يجسد قدرة مصر على الجمع بين الأصالة والتجديد، ويُعد هدية مصر للعالم من قلب الحضارة الإنسانية الأولى.
من قلب الحضارة إلى مستقبل مشرق
مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، تتجه أنظار العالم نحو مصر – مهد الحضارات، لمشاهدة ميلاد مشروع ثقافي عالمي يُجسد عظمة الماضي وازدهار الحاضر، ويعكس رؤية الدولة المصرية نحو الاستثمار في الثقافة كقوة ناعمة واستراتيجية للتنمية المستدامة.
إنه ليس مجرد متحف، بل جسر حضاري يربط بين أجداد الفراعنة وأجيال المستقبل، وشاهد جديد على أن مصر ما زالت تكتب التاريخ وتُلهم الإنسانية.

















0 تعليق