في ذكرى طه حسين.. حين حُوصِر في فرنسا بسبب الحرب العالمية الثانية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحتفي المؤسسات الثقافية المصرية والعربية هذا الأسبوع بذكرى عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين (1889-1973)، أحد أبرز رموز النهضة الفكرية والأدبية في العالم العربي، وصاحب الأثر العميق في تجديد الفكر واللغة والنقد.

 

ورغم مرور أكثر من نصف قرن على رحيله، ما تزال أفكاره ومواقفه تثير الجدل والنقاش حتى اليوم.

ومن بين المواقف اللافتة في حياة "العميد" واقعة حصاره في فرنسا خلال اندلاع الحرب العالمية الثانية، وهي الحادثة التي كشفت عنها وثيقة نادرة نُشرت في العدد التذكاري من مجلة «أوراق كلاسيكية» الصادرة عن قسم الدراسات اليونانية واللاتينية بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1995، تحت إشراف الأستاذ الدكتور أحمد عتمان.

 

خلال وزارة علي ماهر باشا الثانية (من 18 أغسطس 1939 حتى 27 يونيو 1940)، وكان محمود فهمي النقراشي باشا لا يزال يشغل منصب وزير المعارف، سافر طه حسين في مهمة علمية إلى فرنسا بعد أن قدّم استقالته من عمادة كلية الآداب، وكان من المفترض أن تستمر مهمته حتى عام 1942.

لكن في سبتمبر عام 1939، اندلعت الحرب العالمية الثانية، وهو ما حال دون عودته إلى مصر، فتقطعت به السبل في فرنسا، وتعذر عليه استئناف عمله الأكاديمي بكلية الآداب.

وتكشف الوثيقة عن خطاب نادر بعث به طه حسين من فرنسا إلى عميد كلية الآداب آنذاك، قال فيه: "صديقي الأستاذ العميد، ها نحن أولًا قد حصرتنا الحرب في فرنسا، ولم نستطع العودة قبل إعلانها، ولست أدري متى تتاح لنا هذه العودة. نحن نبحث عن سفينة محايدة، وقد يطول هذا البحث، وقد تتأخر عودتنا كثيرًا أو قليلًا، فأحببت أن تعلم ذلك، حتى إذا تأخرت عن موعد الدراسة، كان تأخري لظروف قاهرة".

ويضيف في الخطاب نفسه: “وقد أبرقتُ إلى حضرة صاحب المعالي وزير المعارف أطلب فيه تكليفي بأي مهمة في فرنسا أو سويسرا إذا لم تتح لي العودة قريبًا. ولست أدري أتستطيع أن تعينني على ذلك أم لا، ولكنك تستطيع – فيما أعتقد – مع أصدقائنا أن تكلموا في ذلك صديقنا السنهوري”.

ويخيل إليّ أني أستطيع أن أعمل شيئًا، وأظن أن إدارة البعثات في سويسرا خالية، وأن مديرها الحالي لم يعد إليها بعد، فانظر في ذلك مع أصدقائنا، واكتب إليّ إن استمرت المواصلات بين مصر وفرنسا منظمة. وسأكتب الآن إلى مدير الجامعة، وأقرأ على السيدة الجليلة وعلى الأستاذ مراد تحياتنا الخالصة. وتقبل منا جميعًا أخلص الود".

عاد طه حسين لاحقًا من فرنسا إلى القاهرة، واستأنف عمله بكلية الآداب بالجامعة المصرية حتى عام 1942، وهو العام الذي عُيّن فيه مديرًا لجامعة الإسكندرية (فاروق الأول سابقًا) حتى عام 1944، حين أُحيل إلى التقاعد.

 

وفي عام 1950 صدر مرسوم بتعيينه وزيرًا للمعارف، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1952، مواصلًا مسيرته في الدفاع عن التعليم والثقافة والعقل الحر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق